إلى وادي القرى وما حوله. قال أبو عمرو بن العلاء: سميت ثمود لقلة مائها، والثمد الماء القليل، والأول هو المعتمد، ومنع من الصرف؛ لأنه جعل اسما لمؤنث، وهو القبيلة. ونبيهم هو صالح، على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام، وصرف (عاد) لسكون وسطه.
الإعراب:{وَثَمُودَ:} الواو: حرف عطف. (ثمود): معطوف على عاد مجرور مثله، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والتأنيث. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة ثمود، أو هو بدل منه، ويجوز قطعه عن (ثمود) على إضمار مبتدأ، أو إضمار فعل، والجملة الفعلية بعده صلته. {بِالْوادِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {الصَّخْرَ،} وعلامة الجر كسرة مقدرة على الياء المحذوفة لمناسبة رؤوس الآي.
الشرح:{وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ} أي: صاحب الجنود، والعساكر، والجموع، والجيوش؛ التي تشد ملكه. قاله ابن عباس-رضي الله عنهما-، وقوله تعالى في سورة (ص) رقم [١٢]: {ذِي الْأَوْتادِ} فسر هناك بالبناء المحكم. وقيل: ذو الملك الشديد الثابت، والعرب تقول: هو في عز ثابت الأوتاد، يريدون بذلك: أنه دائم شديد. قال الأسود بن يعفر:[الكامل]
ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة... في ظلّ ملك ثابت الأوتاد
وأصله من ثبات البيت المطنب بأوتاده. قال الأفوه الأودي:[البسيط]
والبيت لا يبتنى إلاّ بأعمدة... ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
فاستعير لثبات العز، والملك، واستقامة الأمر، وهي استعارة بليغة، فقد شبه الملك بخيمة عظيمة شدت أطنابها بالأوتاد لتثبت، وترسخ، ولا تقتلعها الرياح، ففيه استعارة مكنية. وذكر الأوتاد تخييل. وقيل:{ذِي الْأَوْتادِ} ذو القوة، والبطش. وقال الكلبي، ومقاتل: كان فرعون يعذب الناس بالأوتاد، وكان إذا غضب على أحد مده مستلقيا بين أربعة أوتاد في الأرض، ويرسل عليه الحيات، والعقارب؛ حتى يموت. وقيل: كان يشبح المعذب بين أربع سوار، كل طرف من أطرافه إلى سارية مضروب فيها وتد من حديد، ويتركه؛ حتى يموت. هذا؛ ومفرده:
وتد، وهو ما رزّ في الحائط، أو في الأرض من خشب، وغيره، وهو بكسر التاء، وفتحها لغة.
قال الشاعر:[البسيط]
ولا يقيم على ضيم يراد به... إلاّ الأذلاّن: عير الحيّ، والوتد