للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لشرحه، وهذه الجملة تجمع بين الوعيد والتهديد، وفي التمثيل بمن هلك من الأمم في سالف الدهر ما فيه من مزدجر لقوم يعقلون.

الإعراب: {قُلْ}: أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {لِلَّذِينَ}: متعلقان بالفعل قبلهما.

{كَفَرُوا}: فعل وفاعل، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، تقديره: بالله ورسوله، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. {إِنْ}: حرف شرط جازم. {يَنْتَهُوا}: مضارع فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، انظر الشرح، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {يُغْفَرْ}: مضارع مبني للمجهول جواب الشرط. {لَهُمْ}: متعلقان بما قبلهما. {ما}: اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل رفع نائب فاعل، وجملة: {قَدْ سَلَفَ} صلة {ما،} أو صفتها، والعائد أو الرابط: رجوع الفاعل إليها، وجملة:

{يُغْفَرْ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها جملة جواب الشرط، ولم تقترن بالفاء، ولا بإذا الفجائية، و {إِنْ} ومدخولها في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها {وَإِنْ يَعُودُوا} مثل سابقه، وجملة: {فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ} في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد.

{وَقاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ فَإِنِ اِنْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣٩)}

الشرح: {وَقاتِلُوهُمْ}: هذا الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه. {حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ}:

شرك، وقيل: بلاء. {وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ} أي: خالصا لله ليس للشيطان فيه نصيب، بل وتضمحل جميع الأديان أمامه، هذا؛ وانظر {دِيناً قِيَماً} في الآية رقم [١٦٢] (الأنعام) تجد ما يسرك. {فَإِنِ انْتَهَوْا} أي: عن الكفر... إلخ، انظر الآية السابقة. {فَإِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} أي: فإن الله لا يخفى عليه شيء من أعمالهم ونياتهم، فهو يثيبهم على ما يستحقون من خير وشر، وانظر الآية تشبه الآية السابقة وما فيها من وعد ووعيد. هذا؛ وهذه الآية تشبه الآية المذكورة في سورة (البقرة) برقم [١٩٢] مع اختلاف في بعض الألفاظ، هذا؛ وإعلال: (انتهوا) مثل إعلال: (أتوا) في الآية رقم [١٣٨] الأعراف هذا؛ ويقرأ: «(تعملون)» بالتاء، فيكون في الكلام التفات من الغيبة إلى الخطاب، وانظر التفات في الآية رقم [٦] من سورة (الأنعام).

الإعراب: {وَقاتِلُوهُمْ}: الواو: حرف استئناف. (قاتلوهم): أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والهاء مفعوله، والجملة مستأنفة لا محل لها. {حَتّى}: حرف غاية وجر. {لا}:

نافية. {تَكُونَ}: مضارع تام بمعنى توجد منصوب ب‍ «أن» مضمرة بعد (حتى). {فِتْنَةٌ}:

<<  <  ج: ص:  >  >>