الإعراب: {كَذَّبَتْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث. {قَبْلَهُمْ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {قَوْمُ:} فاعله، وهو مضاف، و {نُوحٍ} مضاف إليه، والمفعول محذوف يدل عليه المقام، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ:}
معطوفان على ما قبلهما. {ذُو:} صفة (فرعون) مرفوع مثله، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، و {ذُو} مضاف، و {الْأَوْتادِ} مضاف إليه. {وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ:} هذه الأسماء معطوفة على: {قَوْمُ نُوحٍ،} ولا تنس الإضافة ل: {لُوطٍ} و {الْأَيْكَةِ}. والجملة الفعلية: {كَذَّبَتْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
{أُولئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع، وفيه أوجه: أحدها: أنه بدل من الطوائف المذكورة. والثاني: أنه مبتدأ خبره: {الْأَحْزابُ،} أو الجملة الاسمية: {إِنْ كُلٌّ..}. إلخ.
والثالث: أنه خبر، والمبتدأ من قوله: {وَعادٌ،} أو من قوله: {وَثَمُودُ،} أو من قوله تعالى: {وَقَوْمُ لُوطٍ} انتهى. عكبري. والأول والثاني منقولان عن السمين. {الْأَحْزابُ:} بدل من اسم الإشارة، أو خبر عنه، والجملة الاسمية مستأنفة، أو في محل رفع خبر، كما رأيت. {إِنْ:} حرف نفي.
{كُلٌّ:} مبتدأ. والمضاف إليه محذوف. {إِلاّ:} حرف حصر. {كَذَّبَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى: {كُلٌّ}. {الرُّسُلَ:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {إِنْ كُلٌّ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ على اعتبار: {الْأَحْزابُ} بدلا من اسم الإشارة، أو هي مستأنفة على اعتبار: {الْأَحْزابُ} خبرا عنه. {فَحَقَّ:} الفاء: حرف عطف.
(حق): فعل ماض. {عِقابِ:} فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف، ولأنه رأس آية، والياء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها. والرابط محذوف، التقدير: فحق عقابي عليهم.
{وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلاّ صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ (١٥)}
الشرح: {وَما يَنْظُرُ} أي: ما ينتظر. {هؤُلاءِ} أي: كفار قريش. {إِلاّ صَيْحَةً واحِدَةً:} هي صيحة إسرافيل، عليه السّلام، وهي النفخة الأولى في الصور، فيصعقون، كما قال تعالى في سورة (يس) رقم [٤٩]: {ما يَنْظُرُونَ إِلاّ صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ}.
{ما لَها مِنْ فَواقٍ:} ما لها من رجوع، ومالها توقف، ومالها من تأخر مقدار فواق ناقة، وهو ما بين الحلبتين من الوقت؛ لأنها تحلب، ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر، ثم تحلب. يقال:
ما أقام عنده إلا فواقا، وفي الحديث: «العيادة قدر فواق الناقة» أي: ينبغي أن تكون عبادة المريض قصيرة بمقدار ما بين الحلبتين من الوقت. هذا؛ و {فَواقٍ} يقرأ بفتح الفاء، وضمها، فقيل معناه بالفتح: الإفاقة، والاستراحة، كالجواب من: أجاب، قاله من المؤرخين: السدوسي، والفراء،