للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٥)}

الشرح: {لَهُ مُلْكُ..}. إلخ: هذا التكرير للتأكيد؛ أي: هو المعبود على الحقيقة. وقال البيضاوي: ذكره مع الإعادة، كما ذكره مع الإبداء؛ لأنه كالمقدمة لهما. انتهى. ويعني بالإعادة: الرجوع إلى الله، ويعني بالإبداء: الإحياء، والإماتة. {وَإِلَى اللهِ..}. إلخ: أي: إليه المرجع، والماب يوم القيامة، فيحكم في خلقه بما يشاء. قال تعالى في سورة (الليل): {وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى} وقال جل ذكره، وتعالى شأنه في سورة (النجم): {فَلِلّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى}.

هذا؛ والفعل رجع يكون متعديا، ويكون لازما، فمن الأول قوله تعالى في سورة (التوبة):

{فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ} الاية رقم [٨٣]. وهو بمعنى ردك، ومن الثاني قوله تعالى في سورة (التوبة) أيضا: {يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ} الاية رقم [٩٤] وهو بمعنى عدتم إليهم، هذا؛ والفعل: {تُرْجَعُ} يقرأ بالبناء للمجهول، فيكون من المتعدي، ويقرأ بالبناء للمعلوم فيكون من اللازم.

الإعراب: {لَهُ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مُلْكُ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها، و {مُلْكُ} مضاف، و {السَّماواتِ} مضاف إليه. {وَالْأَرْضِ:} الواو: حرف عطف. (الأرض): معطوف على ما قبله. {وَإِلَى:} (الواو): حرف عطف. (إلى الله): جار ومجرور متعلقان بما بعدهما، والتقديم يفيد الاختصاص. {تُرْجَعُ:} فعل مضارع. {الْأُمُورُ:}

فاعل، أو نائب فاعل حسب ما رأيت في الشرح، والجملة الفعلية معطوفة على الجملة الاسمية قبلها، لا محل لها.

{يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٦)}

الشرح: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ..}. إلخ: يدخل الليل في النهار، ويدخل النهار في الليل؛ أي: يزيد من هذا في ذلك، ومن ذلك في هذا، أو بسبب أنه خالق الليل، والنهار، ومصرفهما، فلا يخفى عليه ما يجري فيهما على أيدي عباده من الخير، والشر. وقيل: المراد بالإيلاج: أنه سبحانه وتعالى يجعل ظلمة الليل مكان ضياء النهار، وذلك بغيبوبة الشمس، ويجعل ضياء النهار مكان ظلمة الليل بطلوع الشمس. أو المراد بإيلاج الليل في النهار، وبالعكس بأن يزيد كل منهما بما نقص من الاخر، كما هو ظاهر في طول الليل، وقصره تبعا لفصول السنة. قال تعالى في سورة (النور) الاية رقم [٢٤]: {يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ}. هذا؛ وفي الاية ردّ العجز على الصدر، وهو من المحسنات البديعية. هذا؛ و {يُولِجُ} من: أولج الرباعي، أصله: يؤولج، حذفت الهمزة منه حملا على المبدوء بالهمزة: «أؤولج» للتخفيف، ومصدره:

الإيلاج. وانظره من الثلاثي في الاية رقم [٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>