للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينساها. هذا؛ وادخار الطعام لا ينافي التوكل، فقد روى البخاري، ومسلم: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يدخر لأهله قوت سنتهم. وهذا بلا ريب كان في آخر حياته، وقد وسع الله عليه، وعلى المسلمين في معيشتهم، وكان الصحابة رضوان الله عليهم يفعلون ذلك، وهم القدوة الطيبة، وأهل اليقين والأئمة لمن بعدهم من المتقين المتوكلين. وخذ على سبيل الموعظة ما يلي:

عن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ليس من عمل يقرّب من الجنّة؛ إلاّ وقد أمرتكم به، ولا عمل يقرّب من النّار؛ إلاّ وقد نهيتكم عنه، فلا يستبطئنّ أحد منكم رزقه، فإنّ جبريل ألقى في روعي: أنّ أحدا لن يخرج من الدّنيا حتّى يستكمل رزقه.

فاتّقوا الله أيّها الناس! وأجملوا في الطّلب، فإن استبطأ أحد منكم رزقه، فلا يطلبه بمعصية الله، فإنّ الله لا ينال فضله بمعصيته». رواه الحاكم.

الإعراب: {وَكَأَيِّنْ:} الواو: حرف استئناف. (كأيّن): اسم كناية بمعنى كثير مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وأجاز أبو البقاء أن يكون في موضع نصب بفعل دل عليه {يَرْزُقُها،} ويقدّر بعد (كأيّن) وفيه ضعف لا يخفى. {مِنْ:} حرف جر صلة. {دَابَّةٍ:} تمييز لكأين منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. {لا:} نافية. {تَحْمِلُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى: {دَابَّةٍ}.

{رِزْقَهَا:} مفعول به، و (ها): ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية في محل جر على اللفظ، أو في محل نصب على المحل صفة {دَابَّةٍ}. {اللهُ:} مبتدأ. {يَرْزُقُها:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى {اللهُ،} تقديره: «هو». و (ها): ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. {وَإِيّاكُمْ:} الواو: حرف عطف. (إياكم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب معطوف على الضمير المنصوب، والجملة الاسمية:

{اللهُ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَكَأَيِّنْ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {وَهُوَ:} الواو: واو الحال. (هو): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.

{السَّمِيعُ:} خبر أول. {الْعَلِيمُ:} خبر ثان، والجملة الاسمية في محل نصب حال من فاعل {يَرْزُقُها} المستتر، والرابط: الواو، والضمير. وإن اعتبرتها مستأنفة؛ فلا محل لها.

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنّى يُؤْفَكُونَ (٦١)}

الشرح: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ:} الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، والمسئول منهم أهل مكة. {مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ..}. إلخ: ذكر الله من آثار قدرته، ودلائل عظمته أمرين: أحدهما: إشارة إلى اتحاد الذات، والثاني: إشارة إلى اتحاد الصفات، وهي الحركة في الشمس، والقمر، وذكر في السموات،

<<  <  ج: ص:  >  >>