للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجب تغييرها، أو كائنين على حالة كذلك. ويجوز أن يكون هذا الكلام مستأنفا، إلاّ أنّ الزمخشري منع هذا الاحتمال لأدائه إلى تناقض النظم. ولا يظهر ما قاله، بل الاستئناف واضح أيضا. انتهى. جمل.

وقال أبو البقاء: {لَوْ يُطِيعُكُمْ..}. إلخ، مستأنف، ويجوز أن يكون في موضع الحال، والعامل فيه الاستقرار، وإنما جاز ذلك من حيث جاز أن يقع صفة للنكرة، كقولك: مررت برجل لو كلّمته؛ لكلّمني؛ أي: متهيئ لذلك. {وَلكِنَّ:} الواو: حرف عطف. (لكنّ): حرف مشبه بالفعل مفيد للاستدراك. {اللهِ:} اسمها. {حَبَّبَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى (الله).

{إِلَيْكُمُ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {الْإِيمانَ:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (لكنّ)، والجملتان بعدها معطوفتان عليها، فهما في محل رفع مثلها، والجملة الاسمية: (لكن...) إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي استدراك من حيث المعنى دون اللفظ؛ لأنّ من حبّب إليه الإيمان... إلخ، غايرت صفته صفة من تقدّم ذكره. ويوضحه قول الكشاف: فإن قلت: كيف موقع (لكنّ) وشرطيتها مفقودة من مخالفة ما بعدها لما قبلها نفيا، وإثباتا؟ قلت: هي مفقودة من حيث اللفظ، حاصلة من حيث المعنى؛ لأنّ الذين حبّب إليهم الإيمان قد غايرت صفتهم صفة المتقدم ذكرهم، فوقعت (لكنّ) في موقعها من الاستدراك.

{أُولئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب، لا محلّ له. {هُمُ:} ضمير فصل لا محلّ له من الإعراب. {الرّاشِدُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ. هذا؛ ويجوز اعتبار {هُمُ} مبتدأ ثانيا، و {الرّاشِدُونَ:} خبره، والجملة الاسمية هذه في محل رفع خبر المبتدأ الأول، وعلى الوجهين؛ فالجملة الاسمية:

{أُولئِكَ هُمُ الرّاشِدُونَ} مستأنفة معترضة، لا محلّ لها.

{فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٨)}

الشرح: {فَضْلاً..}. إلخ: أي فعل الله ذلك بكم فضلا منه، ونعمة عليكم. {وَاللهُ عَلِيمٌ} أي:

عليم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الغواية. {حَكِيمٌ:} في أقواله، وأفعاله، وشرعه، وأحكامه.

الإعراب: {فَضْلاً:} مفعول لأجله، عامله: {حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ..}. إلخ، فقد اتحد الفاعل في الفعل والمصدر خلافا للمعتزلة الذين يؤولون تأويلات شاذة. وانظر الكشاف لتأويلات الزمخشري، وعلى هذا فما بينهما اعتراض، وهو الجملة الاسمية: {أُولئِكَ هُمُ الرّاشِدُونَ} والثاني أنّ عامله: {الرّاشِدُونَ}. أو هو مفعول مطلق مؤكد لمضمون الجملة السابقة؛ لأنها فضلة أيضا. واعتبره ابن عطية من المصدر المؤكد لنفسه. {مِنَ اللهِ:} متعلقان ب‍: {فَضْلاً،} أو بمحذوف صفة له. {وَنِعْمَةً:} معطوف على: {فَضْلاً،} وحذف متعلقه لدلالة ما قبله عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>