للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى! اللهمّ هوّن علينا سفرنا هذا، واطو عنّا بعده! اللهمّ أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل! اللهمّ إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في الأهل، والمال، والولد!» وإذا رجع قالهنّ، وزاد فيهن: «آيبون، تائبون عابدون لربّنا حامدون». أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي، والإمام أحمد.

وعن علي بن ربيعة: قال: شهدت علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-، وقد أتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب؛ قال: بسم الله. فلما استوى على ظهرها؛ قال:

الحمد لله، سبحان الذي سخر...) إلخ ثم قال: الحمد لله (ثلاث مرّات) ثم قال: الله أكبر (ثلاث مرات) ثم قال: سبحانك إنّي ظلمات نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت، ثم ضحك، فقلت: يا أمير المؤمنين! ممّ ضحكك؟ قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فعل كما فعلت فقلت: يا رسول الله! من أيّ شيء ضحكت؟ قال: «إنّ ربّك يعجب من عبده إذا قال: ربّ اغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب غيرك». أخرجه الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.

الإعراب: {وَإِنّا:} الواو: واو الحال. (إنا): حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها، حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {إِلى رَبِّنا:} متعلقان بما بعدهما، و (نا): في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {لَمُنْقَلِبُونَ:} اللام: هي المزحلقة. (منقلبون): خبر «إن» مرفوع... إلخ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من (نا)، والرابط: الواو، والضمير.

{وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (١٥)}

الشرح: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً:} هذه الآية متصلة بقوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ} أي:

ولئن سألتهم عن خالق السموات والأرض؛ ليعترفنّ به، وقد جعلوا له مع ذلك الاعتراف من عباده جزآ، فوصفوه بصفات المخلوقين. ومعنى: {مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً} أن قالوا: الملائكة بنات الله، فجعلوهم جزآ له، وبعضا منه، كما يكون الولد بضعة من والده، وجزآ له. انتهى. كشاف.

قال القرطبي-رحمه الله تعالى-: عجّب الله المؤمنين من جهلهم؛ إذ أقروا بأن خالق السموات والأرض هو الله، ثم جعلوا له شريكا، أو ولدا، ولم يعلموا: أن من قدر على خلق السموات والأرض، لا يحتاج إلى شيء يعتضد به، أو يستأنس به؛ لأنّ هذا من صفات النقص. انتهى.

{إِنَّ الْإِنْسانَ} أي: الكافر، والملحد. {لَكَفُورٌ مُبِينٌ:} لجحود للنعم بيّن ظاهر الجحود.

هذا؛ و {مُبِينٌ} اسم فاعل من: أبان الرباعي، أصله: مبين بسكون الباء وكسر الياء، فنقلت كسرة الياء إلى الباء بعد سلب سكونها؛ لأنّ الحرف الصحيح أولى بالحركة من حرف العلة. ولا تنس: أنّ اسم الفاعل من بان الثلاثي: بائن، أصله: باين، وإعلاله مثل إعلال: قائل.

<<  <  ج: ص:  >  >>