للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم {إِنَّ}. {كَفَرُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، التقدير: كفروا بالله، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها.

{يُنادَوْنَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر {إِنَّ،} والجملة الاسمية مبتدأة، أو مستأنفة، لا محل لها على الاعتبارين.

{لَمَقْتُ:} اللام: لام الابتداء. (مقت): مبتدأ، وهو مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله، ومفعوله محذوف، التقدير: لمقت الله أنفسكم، فحذف لدلالة ما بعده عليه.

{أَكْبَرُ:} خبر المبتدأ. {مِنْ مَقْتِكُمْ:} متعلقان ب‍: {أَكْبَرُ،} والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله. {أَنْفُسَكُمْ:} مفعول به للمصدر، والكاف في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية: {لَمَقْتُ..}. إلخ في محل نصب مفعول به ل‍: {يُنادَوْنَ؛} لأنه بمعنى: يقال لهم، والنداء قول. قاله الأخفش. وقال غيره: المعنى: يقال لهم: لمقت الله إياكم في الدنيا.

وهذا يعني: أن الجملة في محل نصب مقول القول لقول محذوف، وهذه الجملة مفسرة للفعل:

{يُنادَوْنَ}. {إِذْ:} ظرف مبني على السكون في محل نصب مفعول به لفعل محذوف، تقديره: اذكروا، أو احذروا. وقيل: متعلق بأحد المصدرين السابقين. ورده ابن هشام في المغني، وفنده. {تُدْعَوْنَ:} فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذْ} إليها. {إِلَى الْإِيمانِ:} متعلقان بما قبلهما، وجملة: {فَتَكْفُرُونَ} معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جر مثلها. هذا؛ وقال الزمخشري: {إِذْ} للتعليل. ولا وجه له.

{قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اِثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اِثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (١١)}

الشرح: {قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ:} اختلف أهل التأويل في معنى هذه الآية، فقال ابن مسعود، وابن عباس، وقتادة، والضحاك-رضي الله عنهم-: كانوا أمواتا في أصلاب آبائهم، ثم أحياهم، ثم أماتهم الموتة التي لا بد منها في الدنيا، ثم أحياهم للبعث والقيامة، فهاتان حياتان، وموتتان، وهو قوله تعالى في سورة (البقرة) رقم [٢٨]: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}. وقال السدي وغيره: أميتوا في الدنيا، ثم أحياهم في القبور للسؤال، ثم أميتوا، ثم أحيوا في الآخرة. وإنما صار إلى هذا؛ لأن لفظ الميت، لا ينطلق في العرف على النطفة. واستدل العلماء من هذا في إثبات سؤال القبر، ولو كان الثواب، والعقاب للروح دون الجسد، فما معنى الإحياء والإماتة؟ والروح-عند

<<  <  ج: ص:  >  >>