موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة:{شُرَكاؤُكُمُ}. {كُنْتُمْ:} ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه، وجملة:{تَزْعُمُونَ} مع مفعوليه المحذوفين في محل نصب خبر (كان) وجملة: {كُنْتُمْ..}. إلخ صلة الموصول، والعائد محذوف، وهو أحد المفعولين المحذوفين؛ إذ التقدير: الذين كنتم تزعمونهم شركاء. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
الشرح:{فِتْنَتُهُمْ:} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: معناه: معذرتهم، هذا؛ والفتنة:
التجربة والاختبار، فلما كان سؤالهم تجربة لإظهار ما في قلوبهم؛ قيل له: فتنة. قال الزجاج:
في قوله:{لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ} معنى لطيف، وذلك أن الرجل يفتتن بمحبوب، ثم تصيبه فيه محنة، فيتبرأ من محبوبه، فيقال: لم تكن فتنته إلا بذلك المحبوب، فكذلك الكفار فتنوا بمحبة الأصنام، ثم لما رأوا العذاب؛ تبرءوا منها، يقول الله تبارك وتعالى:{ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ} ومحبتهم للأصنام إلا أن تبرءوا منها. انتهى جمل. {قالُوا:} انظر القول في الآية رقم [٧/ ٤].
{وَاللهِ:} انظر الاستعاذة. {رَبِّنا:} انظر الآية رقم [٧/ ٣] و [٧/ ٢٢]. {وَاللهِ رَبِّنا ما كُنّا مُشْرِكِينَ:}
يكذبون ويحلفون على عدم الشرك مع علمهم بأنه لا ينفعهم من فرط الحيرة والدهشة، كما يقولون:{رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها..}. إلخ مع علمهم بالخلود انتهى بيضاوي. وانظر شرح:{ثُمَّ} في الآية رقم [٥/ ٤٦]. والتعبير بالماضي بدلا من المضارع انظر الكلام عليه في الآية رقم [٥/ ١١٦].
الإعراب:{ثُمَّ:} حرف عطف. {لَمْ} حرف نفي وقلب وجزم. {تَكُنْ:} مضارع ناقص مجزوم ب: {لَمْ}. {فِتْنَتُهُمْ:} اسم تكن مرفوع، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
{إِلاّ:} حرف حصر. {أَنْ:} حرف مصدري ونصب. {قالُوا:} فعل وفاعل، والألف للتفريق، وانظر إعراب:{آمَنُوا} في الآية رقم [٥/ ١] والفعل محله النصب ب: {أَنْ،} و {أَنْ} والفعل {قالُوا} في تأويل مصدر في محل نصب خبر: {تَكُنْ}. هذا؛ وقد قرئ «(يكن)» بالياء، مع نصب (فتنتهم) فيكون المصدر اسم (يكن) مؤخرا، و (فتنتهم) خبرها مقدما، {وَاللهِ:} متعلقان بفعل محذوف، تقديره: نحلف أو نقسم. {رَبِّنا:} يقرأ بالجر على أنه بدل من لفظ الجلالة، أو صفة له، ويقرأ بالنصب على أنه منادى حذفت منه أداة النداء، وتكون الجملة الندائية معترضة بين القسم وجوابه. {ما:} نافية. {كُنّا:} فعل ناقص مبني على السكون، ونا: ضمير متصل في محل رفع اسمها. {مُشْرِكِينَ:} خبرها منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم... إلخ، والجملة الفعلية:{ما كُنّا..}. إلخ جواب القسم لا محل لها، والقسم وجوابه في محل نصب مقول القول، وجملة:{لَمْ تَكُنْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها في الآية السابقة لا محل لها أيضا.