للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قصة أبيه داود، على نبينا، وعليهما ألف صلاة، وألف سلام. وانظر إعراب: {وَلَقَدْ} في سورة (يس) رقم [٦٢]. {سُلَيْمانَ:} مفعول به. {وَأَلْقَيْنا:} الواو: حرف عطف. (ألقينا): فعل، وفاعل. {عَلى كُرْسِيِّهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. والهاء في محل جر بالإضافة.

{جَسَداً:} مفعول به. وانظر الشرح لاعتبار الفعل متعديا لمفعولين، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {ثُمَّ:} حرف عطف. {أَنابَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى: {سُلَيْمانَ،} والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا.

{قالَ رَبِّ اِغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ (٣٥)}

الشرح: {قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي} أي: ذنبي. {وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي:} يقال: كيف أقدم سليمان على طلب الدنيا، مع ذم الله تعالى لها، وبغضه لها، وحقارتها لديه؟ فالجواب: أن ذلك محمول عند العلماء على أداء حقوق الله تعالى، وسياسة ملكه، وترتيب منازل خلقه، وإقامة حدوده، والمحافظة على رسومه، وتعظيم شعائره، وظهور عبادته، ولزوم طاعته، ونظم قانون الحكم النافذ عليهم منه، وحاشا سليمان عليه السّلام أن يكون سؤاله طلبا لنفس الدنيا؛ لأنه هو والأنبياء أزهد خلق الله فيها، وإنما سأل مملكتها لله، كما سأل نوح عليه الصلاة والسّلام دمارها لله، فكانا محمودين مجابين إلى ذلك. وقيل: سأل الله ذلك ليكون علما، وآية لنبوته، ومعجزة دالة على رسالته، ودلالة على قبول توبته؛ حيث أجاب الله تعالى دعاءه، وأحب أن يخص بخاصية، كما خص داود بإلانة الحديد، وعيسى بإحياء الموتى، وإبراء الأكمه، والأبرص، فسأله شيئا يختص به، كما روي في الصحيحين من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه- عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ عفريتا من الجنّ تفلّت عليّ البارحة ليقطع عليّ صلاتي، فأمكنني الله تبارك وتعالى منه، فأخذته فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتّى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت دعوة أخي سليمان {رَبِّ اغْفِرْ لِي..}. إلخ فرددته خاسئا».

وروى مسلم في صحيحه عن أبي الدرداء-رضي الله عنه-قال: قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسمعناه يقول: «أعوذ بالله منك». ثم قال: «ألعنك بلعنة الله». (ثلاثا) وبسط يده كأنه يتناول شيئا، فلما فرغ من الصلاة؛ قلنا: يا رسول الله! سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسطت يدك! قال صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ عدوّ الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله منك (ثلاث مرّات) ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامّة، فلم يستأخر (ثلاث مرّات) ثمّ أردت أن آخذه، ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح موثقا يلعب به صبيان أهل المدينة». انتهى. مختصر ابن كثير.

الإعراب: {قالَ:} فعل ماض، وفاعله يعود إلى {سُلَيْمانَ}. {رَبِّ:} منادى حذف منه أداة النداء منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة. وانظر الآية

<<  <  ج: ص:  >  >>