للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البنات. انظر ما ذكرته في الآيات الثلاث، رقم [٥٧] وما بعدها من سورة (النحل) تجد ما يسرك، وأما قتل الذكور، فكان قليلا جدا، لا يقع إلا في حالات شدة المعيشة، والفقر المدقع؛ لأنهم كانوا يتكثّرون بالذكور، ويعتزّون بهم، كما هو معروف، ومشهور.

تنبيه: يكثر السؤال في هذه الأيام عن منع الحمل، بل وعن إسقاط الجنين باستعمال بعض العقاقير، والجواب يكون بعونه تعالى كما يلي: منع الحمل إذا كان على اتفاق بين الزوجين، ولسبب من الأسباب، كضعف الزوجة، وعجزها عن القيام بخدمة الأولاد، فهو من المباحات التي لا حرج فيها، وأما إذا كان هربا من نفقات الأولاد، وتكاليف الحياة، فهو مكروه كراهة شديدة، وهو يدخل تحت قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «العزل الوأد الخفيّ». وإسقاط الجنين بعد التخلق مكروه كراهة شديدة، ما لم يكن هناك خطر على الزوجة، كما يحدث في بعض الحالات، فهو من المباحات، وأما إسقاطه بعد نفخ الروح فيه، فهو قتل نفس، ويدخل تحت الوعيد الشديد في قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً} الآية رقم [٩٣] من سورة (النساء).

الإعراب: {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): ناهية جازمة. {تَقْتُلُوا:} مضارع مجزوم ب‍: (لا) وعلامة جزمه حذف النون... إلخ، والواو فاعله، والألف للتفريق. {أَوْلادَكُمْ:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة. {خَشْيَةَ:} مفعول لأجله، و {خَشْيَةَ:} مضاف، و {إِمْلاقٍ:}

مضاف إليه، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، التقدير: خشيتكم الإملاق. وجملة:

{وَلا تَقْتُلُوا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها أيضا. {نَحْنُ:} ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. {نَرْزُقُهُمْ:} مضارع، وفاعله مستتر تقديره: «نحن» والهاء في محل نصب مفعول به.

{وَإِيّاكُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب معطوف على الضمير المنصوب، وجملة: {نَرْزُقُهُمْ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {نَحْنُ..}. إلخ تعليل للنهي. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {قَتْلَهُمْ:} اسم {إِنَّ،} والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، التقدير: إن قتلكم إياهم. {كانَ:} ماض ناقص، واسمها يعود إلى قتلهم. {خِطْأً:} خبر {كانَ}. {كَبِيراً:} صفة {خِطْأً} والجملة الفعلية في محل رفع خبر {إِنَّ} والجملة الاسمية تعليل آخر للنهي، وفيها معنى التأكيد لما قبلها.

{وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً (٣٢)}

الشرح: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى:} نهي عن قربان جريمة الزنى، فضلا عن اقترافها، والقاعدة:

أن الأحكام إذا كانت نواهي، يقال فيها: {فَلا تَقْرَبُوها،} كما في هذه الآية، وقوله: {وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ} وهكذا. وإن كانت، أوامر، يقال فيها: {فَلا تَعْتَدُوها} أي: لا تتجاوزوها بأن

<<  <  ج: ص:  >  >>