الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالإضافة، التقدير: مثل قول الأولين، وجملة:{قالُوا..}. إلخ معطوفة على جملة مقدرة، التقدير: فلم يعتبروا، بل قالوا... إلخ.
{قالُوا:} فعل، وفاعله. {أَإِذا:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري. (إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. وهذا عند سيبويه. {مِتْنا:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذا) إليها على القول المشهور المرجوح. وجواب (إذا) محذوف دل عليه الجملة الآتية، التقدير: أئذا متنا... نبعث، ولا يجوز أن يعمل فيها (مبعوثون)؛ لأن ما بعد (إنّ) لا يعمل فيما قبلها، وينبغي أن تعلم: أنّ (إذا) هنا ظرف مجرد عن الشرطية، فإن تقدير الكلام: أنبعث إذا... إلخ وهذا قول غير سيبويه، والكلام في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالُوا أَإِذا..}. إلخ مفسرة لمعنى ما تضمنه {مِثْلَ} من كلام. وقيل: بدل من سابقتها. تأمل. (كنا): ماض ناقص مبني على السكون، و (نا): اسمها. {تُراباً:} خبرها، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جر مثلها. (عظاما): معطوف على ما قبله. {أَإِنّا:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري. (إنا):
حرف مشبه بالفعل. و (نا): اسمها، حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {لَمَبْعُوثُونَ:}
اللام: هي المزحلقة. (مبعوثون): خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ، والجملة الاسمية:{أَإِنّا..}. إلخ مؤكدة لما قبلها، والاستفهام فيها مبالغة بالإنكار، وبدون الاستفهام فيها حصل الإنكار بالأولى، وهذه مرتبطة فيها، فالإنكار بالأولى إنكار فيها أيضا.
{لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٨٣)}
الشرح:{لَقَدْ وُعِدْنا} أي: هذا الوعد، وهو البعث بعد الموت. {نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ:} وعد آباءنا قوم زعموا: أنهم رسل الله من قبل مجيء محمد، فلم نرهم بعثوا، ولم نر لذلك حقيقة؛ لأنهم ظنوا: أن البعث، والإعادة إنما يكون في الدنيا، وهم لم يروا، ولم يسمعوا: أن أحدا رجع إلى الدنيا ممن تقدمهم بعد الموت. {إِنْ هذا إِلاّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ} أي:
ما هذا الذي يقوله محمد من أننا نبعث بعد الموت إلا أكاذيب الأولين، وترهاتهم، وخرافاتهم التي سطروها. وانظر الآية رقم [٥] من سورة (الفرقان) لشرح ذلك. هذا؛ والآية بحروفها مذكورة في سورة (النمل) رقم [٦٨] مع ملاحظة تقديم (هذا) على (نحن) هناك؛ لأن المقصود بالذكر هناك إنما هو البعث، وأخّر في هذه السورة (هذا) على (نحن)؛ لأن المقصود به هنا المبعوثون نظرا إلى الاهتمام في الموضعين، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{لَقَدْ:} اللام: واقعة في جواب قسم محذوف، أو هي لام الابتداء. (قد):
حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {وُعِدْنا:} ماض مبني للمجهول، مبني على السكون،