للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {لَيَقُولُنَّ:} اللام: واقعة في جواب القسم المقدر. (يقولن): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين المدلول عليها بالضمة فاعله، والنون للتوكيد حرف لا محل له. هذا؛ وعلى قراءته بفتح اللام، فهو مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وفاعله ضمير مستتر تقديره: «هو» يعود إلى {مِنَ}. {إِنّا:} حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها، حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {كُنّا:} فعل ماض ناقص، مبني على السكون، و (نا): ضمير متصل في محل رفع اسمها. {مَعَكُمْ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر (كان)، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة، وجملة: {كُنّا مَعَكُمْ:} في محل رفع خبر (إن)، والجملة الاسمية: {إِنّا كُنّا مَعَكُمْ:} في محل نصب مقول القول، وجملة: {لَيَقُولُنَّ إِنّا..}. إلخ جواب القسم المقدر المدلول عليه باللام، وحذف جواب الشرط لدلالة جواب القسم عليه، على القاعدة: «إذا اجتمع شرط، وقسم؛ فالجواب للسابق منهما» قال ابن مالك رحمه الله تعالى: [الرجز] واحذف لدى اجتماع شرط وقسم... جواب ما أخّرت فهو ملتزم

{أَوَلَيْسَ:} الهمزة: حرف استفهام توبيخي، الواو: حرف استئناف. (ليس): فعل ماض ناقص. {بِاللهِ:} اسم (ليس). {بِأَعْلَمَ:} الباء: حرف جر صلة، (أعلم): خبر (ليس) مجرور لفظا، منصوب محلا. {بِما:} جار ومجرور متعلقان ب‍ (أعلم). {فِي صُدُورِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول، و {صُدُورِ} مضاف، و {الْعالَمِينَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وجملة: {أَوَلَيْسَ اللهُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ (١١)}

الشرح: {وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ..}. إلخ: انظر الآية رقم [٣] ففيها الكفاية. هذا؛ و {اللهُ} علم على الذات الواجب الوجود، المستحق لجميع المحامد، وهو اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، وإنما تخلفت الإجابة في بعض الأحيان عند الدعاء به لتخلف شروط الإجابة؛ التي أعظمها أكل الحلال. ولم يسم به أحد سواه قال تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} أي:

هل تعلم أحدا تسمى الله غير الله؟ وقد ذكر في القرآن الكريم في ألفين، وثلاثمائة وستين موضعا.

بعد هذا: فالمنافقون: جمع: منافق، وقد سمي المنافق: منافقا أخذا من: نافقاء اليربوع، وهو جحره الذي يقيم فيه، فإنه يجعل له بابين، يدخل من أحدهما، ويخرج من الآخر، فكذلك المنافق يدخل مع المؤمنين بقوله: أنا مؤمن، ويدخل مع الكفار بقوله: أنا كافر. هذا؛ وقد يتصف

<<  <  ج: ص:  >  >>