للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {قالَ}: ماض، وفاعله يعود إلى يوسف عليه السّلام. {اِجْعَلْنِي}: أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت»، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {عَلى خَزائِنِ}: متعلقان بالفعل قبلهما، و {خَزائِنِ}: مضاف، و {الْأَرْضِ}: مضاف إليه. {إِنِّي}: حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم اسمها. {حَفِيظٌ}: خبر أول. {عَلِيمٌ}: خبر ثان، والجملة الاسمية: {إِنِّي..}. إلخ تعليل للأمر، وهي في محل نصب مقول القول، وجملة:

{قالَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.

{وَكَذلِكَ مَكَّنّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦)}

الشرح: {وَكَذلِكَ مَكَّنّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ} أي: كما أنعمنا على يوسف في تقريبه إلى قلب الملك، وتحبيبه إليه، وإنجائه من السجن؛ مكناه في أرض مصر، فجعلناه على خزائنها، وصاحب الأمر والنهي فيها، ومعنى التمكين: التمليك، وهو أن لا ينازعه منازع فيما يراه ويختاره. {يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ}: ينزل من بلادها وقصورها حيث يهوى ويريد، وهو تفسير للتمكين المتقدم، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ} الآية رقم [٩٣] من سورة (يونس). {نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ} أي: نختص بنعمتنا من نبوة وغيرها من نعم الدنيا من نشاء اختصاصه بها من عبادنا. {وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}: قال ابن عباس ووهب: يعني:

الصابرين، لصبر يوسف في الجب، وفي الرق، وفي السجن، وفي صبره عن محارم الله تعالى عما دعته المرأة إليه. انتهى. قرطبي. وأضيف أن الإحسان يشمل كل عمل خيري، دنيوي وأخروي، من امتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه، والإحسان إلى كل مخلوق.

وانظر شرح (رحمتي) في الآية رقم [١٥٦] من سورة (الأعراف) تجد ما يسرك، {حَيْثُ}:

مبنية، وإنما بنيت؛ لأنها لا تدل على موضع بعينه، ولأن ما بعدها من تمامها، كالصلة من الموصول، وبنيت على حركة؛ لأن ما قبل آخرها ساكن، وكان الضم أولى بها بحركتها؛ لأنها غاية، فأعطيت غاية الحركات، وهي الضمة؛ لأن الضمة أقوى الحركات، وقيل: بنيت على الضم؛ لأن أصلها (حوث) فدلت الضمة على الواو، ويجوز فتحها، وفي (حيث) ست لغات، بالياء مع الضم والفتح والكسر، وبالواو مع الضم والفتح والكسر، وهي حيث، وحيث، وحيث وحوث، وحوث، وحوث، وانظر شرح وإعلال: (يصيب) في الآية رقم [٥١] من سورة (التوبة).

الإعراب: {وَكَذلِكَ}: الواو: حرف استئناف. (كذلك): جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف، عامله ما بعده. التقدير: مكنا ليوسف تمكينا كائنا مثل إنقاذنا له من السجن وتقريبه إلى قلب الملك. {مَكَّنّا}: فعل وفاعل. {لِيُوسُفَ}: متعلقان بالفعل قبلهما

<<  <  ج: ص:  >  >>