للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدلا من: {ظَنُّكُمُ،} أو عطف بيان عليه. {أَرْداكُمْ:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف، والفاعل يعود إلى: {ظَنُّكُمُ،} والكاف مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب حال من: {ظَنُّكُمُ،} والرابط: الضمير فقط، والعامل في الحال اسم الإشارة، و «قد» مقدرة، التقدير:

ذلكم ظنكم مرديا إياكم. هذا وجه، والوجه الثاني: اعتبار: (ذلكم) مبتدأ، و {ظَنُّكُمُ} بدلا منه، و {الَّذِي} نعت له، والخبر جملة: {أَرْداكُمْ}. والوجه الثالث: اعتبار اسم الإشارة مبتدأ، وما بعده أخبارا عنه متتالية. انتهى. جمل. وقال أبو البقاء العكبري: (ذلكم) مبتدأ، و {ظَنُّكُمُ} خبره، و {الَّذِي} نعت للخبر، أو خبر بعد خبر، و {أَرْداكُمْ} خبر آخر. ويجوز أن يكون الجميع صفة، أو بدلا، و {أَرْداكُمْ} الخبر، ويجوز أن يكون: {أَرْداكُمْ} حالا، و «قد» معه مرادة. انتهى.

{ظَنَنْتُمْ:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها، والعائد محذوف، التقدير: الذي ظننتموه. {بِرَبِّكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، وهما في محل نصب مفعوله الثاني، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {فَأَصْبَحْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {مِنَ الْخاسِرِينَ:} متعلقان بمحذوف خبر (أصبح)، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها على جميع الوجوه المعتبرة فيها.

{فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنّارُ مَثْوىً لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (٢٤)}

الشرح: {فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنّارُ:} قال الجمل: من المعلوم: أنه لا خلاص لهم من النار؛ صبروا، أو لم يصبروا؛ فما وجه التقييد؟ وأجيب بأن فيه إضمارا، تقديره: فإن يصبروا، أو لا يصبروا؛ فالنار مثوى لهم على كل حال. انتهى. نقلا من كرخي. وقال البيضاوي: ونظيره قوله تعالى في سورة (إبراهيم) الآية رقم [٢١] حكاية أهل النار: {سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ}.

وقول القرطبي: فإن يصبروا في الدنيا على أعمال أهل النار؛ فالنار مثوى لهم، نظيره:

{فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النّارِ} رقم [١٧٥] من سورة (البقرة). وإن يستعتبوا في الدنيا، وهم مقيمون على كفرهم، فما هم من المعتبين، لم يقل به أحد من المفسرين، ولا وجه له؛ لأن هذا الكلام متعلق بأحوال الآخرة.

{وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ} أي: إن يسألوا أن يرضوا ربهم؛ فما هم فاعلون لفوات الوقت، والفرصة؛ لأنهم دعوا إليه في الدنيا؛ حيث ندبهم الله في كثير من الآيات إلى التوبة، والطاعة، وحثهم في كثير من الآيات على الاستغفار، والإيمان به. من قولهم: استعتبني فلان، فأعتبته؛ أي: استرضاني، فأرضيته. وجملة القول، لا يقال لهم يوم القيامة: ارضوا ربكم بتوبة، وطاعة. ومثله في سورة (الجاثية) رقم [٣٥]: {فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ}. وقال تعالى في سورة (النحل) الآية رقم [٨٤]: {ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} وقال تعالى في

<<  <  ج: ص:  >  >>