للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنزع الخافض؛ أي: لينذر الذين ظلموا، وللبشرى، فلما جعل مكان وتبشر بشرى، أو بشارة؛ نصب، كما تقول: أتيتك لأزورك، وكرامة لك، وقضاء لحقك؛ يعني: لأزورك وأكرمك، وأقضي حقك، فنصب الكرامة بفعل مضمر. انتهى قرطبي. {لِلْمُحْسِنِينَ:} متعلقان ب‍: (بشرى).

{إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اِسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٣)}

الشرح: {إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا:} لا أرى حاجة إلى المزيد على ما ذكرته في الاية رقم [٣٠] من سورة (فصلت) وأضيف هنا ما ذكره البيضاوي-رحمه الله تعالى-حيث قال: جمعوا بين التوحيد؛ الذي هو خلاصة العلم، والاستقامة في الأمور؛ التي هي منتهى العمل، و (ثم) للدلالة على تأخر رتبة العمل، وتوقف اعتباره على التوحيد. {فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ:} من لحوق مكروه. {وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ:} على فوات محبوب. انتهى. وانظر شرح {رَبُّنَا} في سورة الجاثية رقم [٣٦].

الإعراب: {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسمها. {قالُوا:} ماض، وفاعله، والألف للتفريق. {رَبُّنَا:} مبتدأ، و (نا) في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {اللهُ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالُوا..}. إلخ صلة الموصول، لا محل لها، والجملة الاسمية: {إِنَّ الَّذِينَ..}. إلخ مستأنفة، أو مبتدأة، لا محل لها على الاعتبارين. {ثُمَّ:}

حرف عطف. {اِسْتَقامُوا:} ماض، وفاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على جملة الصلة، لا محل لها مثلها. {فَلا:} الفاء: صلة لتحسين اللفظ. (لا): نافية مهملة، ولا يجوز إعمالها إعمال «ليس» لأنها تكررت. {خَوْفٌ:} مبتدأ. {عَلَيْهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، ويجوز تعليقهما ب‍: {خَوْفٌ؛} لأنه مصدر، أو بمحذوف صفة له، وعليهما فالخبر محذوف، تقديره: حاصل، أو موجود، والجملة الاسمية في محل رفع خبر {إِنَّ،} وزيدت الفاء في خبر الموصول، لما فيه من معنى الشرط، ولم تمنع {إِنَّ} من ذلك لبقاء معنى الابتداء، بخلاف: «ليت» و «لعل» و «كأن». انتهى. جمل نقلا عن السمين. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): نافية، ويقال: زائدة لتأكيد النفي. {عَلَيْهِمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، والجملة الفعلية بعده خبره، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها، وهذه الجملة ذكرت في سورة (البقرة) بآيات كثيرة، وفي غيرها من السور.

{أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٤)}

الشرح: {أُولئِكَ:} الإشارة إلى: (الذين استقاموا). {أَصْحابُ الْجَنَّةِ:} جعلوا أصحاب الجنة، بمعنى مالكيها لملازمتهم لها، وعدم انفكاكهم عنها، وقل مثله في أصحاب النار. هذا؛

<<  <  ج: ص:  >  >>