للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثير في كتاب الله، وفي الكلام العربيّ. هذا؛ والتمنّي: طلب الشيء البعيد حصوله بخلاف الترجيّ، فإنّه طلب الشيء الممكن حصوله. وتمنّى الشيء: أحبه، ورغب فيه، ويأتي «تمنّى» بمعنى: قرأ، قيل به في قوله تعالى في سورة (الحجّ) رقم [٥٢]: {وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاّ إِذا تَمَنّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} أي: إذا تلا؛ ألقى الشيطان في تلاوته. انظر شرحها هناك، فإنّه جيد، والحمد لله! وأنشد الشاعر في عثمان بن عفان-رضي الله عنه-: [الطويل]

تمنّى كتاب الله آخر ليلة... تمنّي داود الزّبور على رسل

وقال كعب بن مالك-رضي الله عنه-فيه أيضا: [الطويل]

تمنّى كتاب الله أوّل ليله... وآخره لاقى حمام المقادر

الإعراب: {وَلَقَدْ} انظر الآية رقم [١٢٣]. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {تَمَنَّوْنَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله.

{الْمَوْتَ:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب خبر: {كُنْتُمْ،} والجملة الفعلية جواب القسم، لا محل لها، والقسم، وجوابه كلام مستأنف، لا محلّ له. {مِنْ قَبْلِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب. {تَلْقَوْهُ:} فعل مضارع منصوب ب‍ «أن» وعلامة نصبه حذف النّون، والواو فاعله، والهاء مفعوله، والمصدر المؤول من: {أَنْ تَلْقَوْهُ} في محل جر بإضافة: {قَبْلِ} إليه. هذا؛ ويقرأ شاذّا بضم لام ({قَبْلِ}) بقطعه عن الإضافة، فيكون المصدر المؤول في محل نصب بدل اشتمال من: {الْمَوْتَ} فيكون التقدير: تمنّون الموت لقاءه.

{فَقَدْ:} الفاء: حرف عطف. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {رَأَيْتُمُوهُ..}. فعل ماض مبني على السكون، والتاء فاعله، والميم علامة جمع الذكور، وحرّكت بالضم لتحسين اللفظ، فتولّدت واو الإشباع، والهاء مفعوله، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {كُنْتُمْ..}. إلخ لا محل لها مثلها. {وَأَنْتُمْ:} الواو: واو الحال. ({أَنْتُمْ}): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {تَنْظُرُونَ:} فعل مضارع وفاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من تاء الفاعل، والرابط: الواو، والضمير.

{وَما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ اِنْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشّاكِرِينَ (١٤٤)}

الشرح: نزلت الآية الكريمة، وما بعدها بسبب انهزام المسلمين يوم أحد، وكان ذلك لمّا رمى عبد الله بن قمئة الحارثي-لعنه الله تعالى-رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بحجر، فكسر رباعيّته، وشجّ

<<  <  ج: ص:  >  >>