للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِنَّ} حرف مشبه بالفعل. {اللهُ:} اسمها. {لَذُو:} اللام: هي المزحلقة. (ذو): خبر {إِنَّ} مرفوع، وعلامة رفعه الواو، نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة، و (ذو) مضاف، و {فَضْلٍ} مضاف إليه. {عَلَى النّاسِ:} متعلقان ب‍ {فَضْلٍ} أو بمحذوف صفة له، والجملة الاسمية مستأنفة، أو مبتدأة لا محل لها. {وَلكِنَّ:} الواو: حرف عطف. ({لكِنَّ}): حرف مشبه بالفعل.

{أَكْثَرَ:} اسمها، وهو مضاف، و {النّاسِ:} مضاف إليه، وجملة: {لا يَشْكُرُونَ:} في محل رفع خبر ({لكِنَّ})، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها.

{وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَاِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٤٤)}

الشرح: في هذه الآية خطاب لأمّة محمد صلّى الله عليه وسلّم بالقتال في سبيل الله، وهو الذي ينوى به أن تكون كلمة الله هي العليا، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٩٠] فإنّه جيد والحمد لله! وقيل:

الخطاب للذين أحيوا من بني إسرائيل. {وَاعْلَمُوا:} أيقنوا، واعتقدوا. {سَمِيعٌ:} لأقوالكم.

{عَلِيمٌ} بنياتكم وأحوالكم، فيجازيكم عليها. فيه وعد لمن بادر للجهاد في سبيل الله، ووعيد لمن تخلّف عنه، والاسمان صيغتا مبالغة، كما لا يخفى، وكما أنّ الحذر لا يغني من القدر؛ فكذلك الفرار من الجهاد لا يقرب أجلا، ولا يبعده.

الإعراب: {وَقاتِلُوا:} الواو: حرف عطف. ({قاتِلُوا}): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمفعول محذوف، تقديره: الكفار ونحوه، والجملة الفعلية معطوفة على جملة محذوفة، التقدير: فأطيعوا الله، وقاتلوا... إلخ، والجملة المحذوفة تقع في التقدير جوابا لشرط محذوف، وتقدير الكلام: وإذا كان الموت واقعا على كل حال؛ فأطيعوا الله، وقاتلوا... إلخ {فِي سَبِيلِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و {سَبِيلِ:} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. ({اِعْلَمُوا}): فعل أمر وفاعله. {أَنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهِ:} اسمها. {سَمِيعٌ عَلِيمٌ:} خبران لها. و {أَنَّ} واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سدّ مسد مفعولي ({اِعْلَمُوا}). تأمّل، وتدبّر، وربك أعلم.

{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٤٥)}

الشرح: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ:} إقراض الله مثل لتقديم العلم الذي يطلب به ثوابه، والقرض: اسم لكل ما يلتمس عليه الجزاء، قال لبيد-رضي الله عنه-: [الرمل]

وإذا جوزيت قرضا فاجزه... إنّما يجزي الفتى ليس الجمل

<<  <  ج: ص:  >  >>