وغداة ريح قد كشفت وقرّة... إذا أصبحت بيد الشّمال زمامها
فقد جعل للشمال يدا، وللقرة-أي: البرد-زماما على مثال ما رأيت، والبيت من معلقته رقم [١٦].
تنبيه: قال الزمخشري في الكشاف: فإن قلت: المتبعون للرسول هم المؤمنون، والمؤمنون هم المتبعون للرسول فما معنى قوله:{لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ؟} قلت: فيه وجهان: أن يسميهم قبل الدخول في الإيمان مؤمنين؛ لمشارفتهم ذلك، وأن يريد بالمؤمنين المصادقين بألسنتهم، وهم صنفان: صنف صدق، واتبع رسول الله فيما جاء به، وصنف ما وجد منه إلا التصديق فحسب، ثم إما أن يكونوا منافقين، أو فاسقين، والمنافق، والفاسق لا يخفض لهما الجناح. والمعنى من المؤمنين من عشيرتك وغيرهم، يعني: أنذر قومك، فإن اتبعوك، وأطاعوك، فاخفض لهم جناحك، وأن عصوك، ولم يتبعوك؛ فتبرأ منهم، ومن أعمالهم من الشرك بالله، وغيره. انتهى.
كشاف، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{وَاخْفِضْ:} الواو: حرف عطف. (اخفض): فعل أمر، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره:«أنت». {جَناحَكَ:} مفعول به، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {لِمَنِ:}
جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {اِتَّبَعَكَ:} فعل ماض، والكاف مفعول به، والفاعل يعود إلى (من) وهو العائد، والجملة الفعلية صلة (من) لا محل لها. {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من فاعل (اتبعك)، و (من) بيان لما أبهم في (من)، وجملة {وَاخْفِضْ..}.
الشرح: المعنى: أنذر قومك، فإن اتبعوك، وأطاعوك؛ فاخفض جناحك لهم، وإن عصوك، ولم يتبعوك؛ فتبرأ منهم، ومن أعمالهم من الشرك بالله، وغيره. هذا؛ وأصل:(عصوا) قبل دخول واو الجماعة «عصو» فقل في إعلاله: تحركت الواو، وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفا، فلما اتصلت به واو الجماعة صار «عصاوا» فالتقى ساكنان: ألف العلة، وواو الجماعة، وحرف العلة أولى بالحذف من الضمير، فحذف حرف العلة، وبقيت الفتحة على الصاد دليلا على الألف المحذوفة، ويقال في إعلاله أيضا: ردت الألف لأصلها عند اتصاله بواو الجماعة، فصار «عصووا» فقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت ألفا، فالتقى ساكنان: ألف العلة... إلخ، كما يقال أيضا: ردت الألف لأصلها عند اتصاله بواو الجماعة، فصار «عصووا» فاستثقلت الضمة على الواو فحذفت، فالتقى ساكنان: واو العلة وواو الجماعة، فحذفت واو العلة... إلخ، وما ذكرته يجري في إعلال كل فعل ناقص، اتصل به واو الجماعة، مثل: نجا،