للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَلَوْلا:} الواو: حرف استئناف. (لولا): حرف امتناع لوجود متضمن معنى الشرط.

{كَلِمَةُ:} مبتدأ، وهو مضاف، و (الفصل) مضاف إليه، والخبر محذوف، التقدير: موجودة.

{لَقُضِيَ:} اللام: واقعة في جواب (لولا). (قضي): ماض مبني للمجهول. {بَيْنَهُمْ:} ظرف مكان متعلق بالفعل على أنّه نائب فاعله. وقيل: نائب الفاعل يعود إلى المصدر المفهوم، من الفعل السابق، التقدير: قضي القضاء بينهم. وانظر ما ذكرته في سورة (سبأ) رقم [٥٤]، والجملة الفعلية جواب (لولا) لا محل لها. {وَإِنَّ:} الواو: حرف استئناف. (إنّ): حرف مشبّه بالفعل.

{الظّالِمِينَ:} اسم (إن) منصوب... إلخ. {لَهُمْ:} متعلقان بمحذوف خبر (إنّ). {عَذابٌ:}

فاعل بمتعلق الجار والمجرور. هذا؛ ويجوز اعتبار الجار والمجرور متعلقين بمحذوف خبر مقدم، واعتبار: {عَذابٌ} مبتدأ مؤخرا، والجملة الاسمية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية {وَإِنَّ..}. إلخ مستأنفة، لا محلّ لها. {أَلِيمٌ:} صفة: {عَذابٌ}. هذا؛ وقرئ بفتح همزة (أن) على اعتبار المصدر المؤول منها ومن اسمها وخبرها معطوفا على: {وَلَوْلا كَلِمَةُ..}. إلخ والفصل بين المعطوف، والمعطوف عليه بجواب (لولا) جائز، ويجوز أن يكون المصدر المؤول في محل رفع على تقدير: (وجب أن الظالمين...) إلخ، فيكون منقطعا عمّا قبله، كقراءة الكسر، فاعلمه. انتهى. قرطبي بتصرف.

{تَرَى الظّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمّا كَسَبُوا وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٢٢)}

الشرح: {تَرَى الظّالِمِينَ:} هذا خطاب لكل من تتأتى منه الرؤية، وهذه الرؤية إنّما تكون في يوم القيامة. {مُشْفِقِينَ:} خائفين. {مِمّا كَسَبُوا:} في الدنيا من السيئات أن يجازوا عليها.

{وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ} أي: الجزاء واقع بهم لا محالة؛ أشفقوا، أو لم يشفقوا. هذا؛ وقد قال تعالى في سورة (الكهف) رقم [٤٩]: {وَوُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاّ أَحْصاها وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}.

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنّاتِ:} لأنّ هذه الروضات أطيب بقاع الجنة، فلذلك خصّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات بها. وفيه تنبيه على أنّ في الجنة منازل غير الروضات هي لمن دون هؤلاء الذين عملوا الصالحات من أهل القبلة. هذا؛ والروضة: كل أرض ذات نبات، وماء، ورونق، ونضارة. وقال أبو عبيد: الروضة: ما كان في سفل من الأرض، فإذا كانت مرتفعة فهي ترعة. وقال غيره: أحسن ما تكون الروضة إذا كانت في موضع مرتفع غليظ، كما قال الأعشى في معلقته رقم [١٢] وما بعده: [البسيط]

<<  <  ج: ص:  >  >>