للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شرط غير ظرفي. {مَنْ:} اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {خَلَقَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى: {مَنْ،} والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. {السَّماواتِ:}

مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنّه ملحق بجمع المؤنث.

{وَالْأَرْضَ:} معطوف على ما قبله، والجملة الاسمية: {مَنْ..}. إلخ في محل نصب سدّت مسدّ المفعول الثاني. ل‍: (سأل) المعلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام. {لَيَقُولُنَّ:} اللام: واقعة في جواب القسم. (يقولنّ): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال، وواو الجماعة المحذوفة المدلول عليها بالضمة فاعله، والنون حرف لا محلّ له. {خَلَقَهُنَّ:}

فعل ماض، والهاء مفعول به، والنون حرف دال على جماعة الإناث. {الْعَزِيزُ:} فاعله.

{الْعَلِيمُ:} بدل منه، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، والجملة الفعلية:

{لَيَقُولُنَّ..}. إلخ جواب القسم المدلول عليه باللام الموطئة، وجواب الشرط محذوف لدلالة جواب القسم عليه على القاعدة: «إذا اجتمع شرط وقسم؛ فالجواب للسابق منهما». قال ابن مالك رحمه الله في ألفيته: [الرجز]

واحذف لدى اجتماع شرط وقسم... جواب ما أخّرت، فهو ملتزم

والكلام: {وَلَئِنْ..}. إلخ مستأنف لا محلّ له.

{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٠)}

الشرح: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً:} هذا؛ ويقرأ: «(مهادا)» مثل قوله تعالى في سورة (النبأ): {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً} فقيل: هما لغتان لما يبسط، ويفرش. وقيل: {مَهْداً} مصدر و {مَهْداً} جمع له، والمعنى: جعلها فراشا، وقرارا تستقرون عليها، ولو شاء لجعلها مزلة، لا يثبت فيها شيء، كما ترون من بعض الجبال، ولو شاء لجعلها متحركة، فلا يمكن الانتفاع بها في الزراعة، والأبنية، فالانتفاع بها إنّما حصل لكونها مسطحة قارة ساكنة. وهذا ابتداء كلام من الله جلّت قدرته وصف نفسه بكمال القدرة، ولو كان هذا إخبارا عن قول الكفار؛ لقال: الذي جعل لنا.

{وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً} أي: طرقا بين الجبال، والأودية، والبراري، تسلكونها من أرض إلى أرض؛ لتبلغوا منافعها. وفي سورة (طه) رقم [٥٣]: {وَسَلَكَ} بدل {وَجَعَلَ}. {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ:} لكي تهتدوا إلى مقاصدكم، أو إلى حكمة الصانع بالنظر في ذلك، فتستدلون بمقدوراته على قدرته. وقيل: لعلكم تعرفون نعمة الله عليكم. قاله سعيد بن جبير-رضي الله عنه-.

وانظر الترجي برقم [٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>