للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أراد بالسماء المطر، ثم أعاد الضمير عليه في: «رعيناه» بمعنى: النبات، وهذا يسمى في فن البديع بالاستخدام، وأصل سماء سماو، فيقال في إعلاله: تحركت الواو، وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفا، ولم يعتد بالألف الزائدة؛ لأنها حاجز غير حصين، فالتقى ساكنان: الألف الزائدة، والألف المنقلبة، فأبدلت الثانية همزة.

الإعراب: (أرسلنا): فعل وفاعل. {الرِّياحَ:} مفعول به. {لَواقِحَ:} مفعول به ثان. وقيل:

هو حال مقدرة من {الرِّياحَ،} وجملة: {وَأَرْسَلْنَا..}. إلخ معطوفة على جملة: {جَعَلْنا فِي السَّماءِ..}. إلخ لا محل لها مثلها. {مِنَ السَّماءِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من (ماء)، كان صفة له... إلخ. {السَّماءِ:} مفعول به، والجملة الفعلية:

{فَأَنْزَلْنا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها أيضا. {فَأَسْقَيْناكُمُوهُ:} ماض، وفاعله، ومفعولاه، والميم علامة جمع الذكور، وحركت بالضم تحسينا للفظ، فتولدت واو الإشباع، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {وَما:} الواو: واو الحال. (ما): نافية حجازية تعمل عمل «ليس». {أَنْتُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع اسمها. {لَهُ:}

متعلقان بما بعدهما. {بِخازِنِينَ:} الباء: حرف جر صلة. (خازنين): خبر (ما)، مجرور لفظا، منصوب محلا، والجملة الاسمية: {وَما أَنْتُمْ..}. إلخ في محل نصب حال من الضمير المنصوب، والرابط: الواو، والضمير، أو هي مستأنفة، لا محل لها.

{وَإِنّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ (٢٣)}

الشرح: {وَإِنّا لَنَحْنُ نُحْيِي:} ما نريد إحياءه بإيجاد الحياة في بعض الأجسام القابلة لها.

{وَنُمِيتُ:} بإزالة الحياة من تلك الأجسام، وهو يعم الحيوان، والنبات. {وَنَحْنُ الْوارِثُونَ} أي:

الأرض ومن عليها، ولا يبقى شيء سوانا، فهو كقوله تعالى: {إِنّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ} فملك كل شيء لله تعالى، ولكن ملك عباده وكالة، فإذا ماتوا؛ عاد الملك لمالكه الحقيقي، وتكرير الضمير للدلالة على الحصر.

هذا وقد قال ابن تيمية-رحمه الله تعالى-في كتابه (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح): وقوله تعالى: {أَخَّرْنا،} {جَعَلْنَا،} {إِنّا،} {نَحْنُ..}. إلخ لفظ يقع في جميع اللغات على من كان له شركاء وأمثال، وعلى الواحد المطاع العظيم، الذي له أعوان يطيعونه، وإن لم يكونوا شركاء، ولا نظراء، والله خلق كل ما سواه، فيمتنع أن يكون له شريك، أو مثل، والملائكة، وسائر العالمين جنوده، فإذا كان الواحد من الملوك يقول: فعلنا، وإنا، ونحن

إلخ، ولا يريدون أنهم ثلاثة ملوك، فمالك الملك رب العالمين، ورب كل شيء، ومليكه هو أحق أن يقول: فعلنا، وإنا، ونحن... إلخ مع أنه ليس له شريك، ولا مثل، بل له جنود السموات والأرض. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>