مبتدأ. {عِنْدَهُ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول وهي عندية تشريف وتكريم، لا عندية مكان، والهاء في محل جر بالإضافة. {لا:} نافية. {يَسْتَكْبِرُونَ:} مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها، هذا؛ وأجيز اعتبار (من) معطوفة على الأولى، وعليه فالجملة الفعلية في محل نصب حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، أو من الضمير المتصل في:{عِنْدَهُ،} أو من {مَنْ} الأولى أو الثانية على قول من يجيز رفع من في الجار والمجرور: (له) من غير اعتماد على نفي، وشبهه. {عَنْ عِبادَتِهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة {وَلا يَسْتَحْسِرُونَ} معطوفة على ما قبلها على الوجهين المعتبرين فيها.
{يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ (٢٠)}
الشرح:{يُسَبِّحُونَ..}. إلخ: يقدسون الله، ويعظمونه، ويصلّون له في جميع أوقات الليل والنهار، لا يملون، ولا يسأمون، ولا يضعفون، يلهمون التسبيح، والتقديس، كما يلهمون النفس. قال عبد الله بن الحارث: سألت كعبا، فقلت: أما لهم شغل عن التسبيح؟ أما يشغلهم عنه شيء؟ فقال: من هذا؟ فقلت: من بني عبد المطلب، فضمني إليه، وقال: يا بن أخي! هل يشغلك عن النفس شيء؟ إن التسبيح لهم بمنزلة النفس. وقد استدل بهذه الآية من قال: إن الملائكة أفضل من بني آدم، وقد بينت لك في سورة (النساء) وغيرها: أن خواص بني آدم أفضل من خواص الملائكة، وخواص الملائكة أفضل من عوام بني آدم، وعوام بني آدم أفضل من عوام الملائكة، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٤٤] من سورة (الإسراء) ففيها كبير فائدة. وانظر شرح {اللَّيْلَ وَالنَّهارَ} في الآية رقم [١٢] منها.
الإعراب:{يُسَبِّحُونَ:} مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة، أو هي حال من واو الجماعة، فهي حال متداخلة من وجه. {اللَّيْلَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله. {وَالنَّهارَ:} معطوف على ما قبله، وجملة:{لا يَفْتُرُونَ} مع المتعلق المحذوف في محل نصب حال من واو الجماعة في {يُسَبِّحُونَ} فهي حال متداخلة من وجه، وغير متداخلة على اعتبار الأولى مستأنفة، وأجيز اعتبارها مستأنفة أيضا.
الشرح:{أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً..}. إلخ أي: بل اتخذ كفار قريش آلهة مصنوعة من معادن الأرض، وهي الأصنام المتخذة من الحجارة، والخشب، وغيرهما، وهي من الأرض. {هُمْ يُنْشِرُونَ:} يحيون الموتى، ففيه زيادة توبيخ، وإن لم يدعوا: أنّ أصنامهم تحيي الموتى، وإن لم يقروا بإحياء الموتى، وكيف يدعون ذلك، ومن أعظم المنكرات أن يبعث الموتى من قبورهم