المحذوف، أو هما متعلقان ب {عِلْمٌ} بعدهما؛ لأنه مصدر. {عِلْمٌ}: اسم: {لَيْسَ} مؤخر، وجملة:{لَيْسَ..}. إلخ صلة {ما،} أو صفتها، والعائد أو الرابط: هو الضمير المجرور محلاّ بالباء، والجملة الفعلية:{فَلا تَسْئَلْنِ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم، التقدير:
(وإذا كان ذلك واقعا فلا...) إلخ وهذا الكلام في محل نصب مقول القول أيضا. {إِنِّي}:
حرف مشبه بالفعل، والياء اسمها، وجملة:{أَعِظُكَ..}. إلخ في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية من مقول نوح. {أَنْ}: حرف ناصب. {تَكُونَ}: مضارع ناقص منصوب ب {أَنْ،} واسمه مستتر تقديره: «أنت». {مِنَ الْجاهِلِينَ}: متعلقان بمحذوف خبره، و {أَنْ تَكُونَ} في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف على مذهب الكوفيين، التقدير: لئلا تكون، أو هو في محل جر بإضافة مفعول لأجله محذوف، التقدير: كراهة كونك من الجاهلين، ومثل الآية الكريمة قول عمرو بن كلثوم التغلبي من معلقته المشهورة. [الوافر]
نزلتم منزل الأضياف منّا... فعجّلنا القرى أن تشتمونا
الشرح:{قالَ} أي: نوح. {إِنِّي أَعُوذُ بِكَ}: أستجير، وأتحصن بك. {أَنْ أَسْئَلَكَ} أي: بعد ذلك شيئا لا علم لي بصحته. {وَإِلاّ تَغْفِرْ لِي} أي: جهلي وإقدامي على سؤال ما ليس لي به علم. {وَتَرْحَمْنِي}: برحمتك؛ التي وسعت كل شيء. {أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ} أي: الذين خسروا دنياهم وآخرتهم، وانظر ما ذكرته في الآية [٢٢].
تنبيه: لقد استدل بهذه الآية من لا يرى عصمة الأنبياء من الذنوب. وملخص الجواب: أن نوحا عليه السّلام، كان قد وعده ربه بأن ينجيه وأهله، فأخذ بظاهر اللفظ، ولم يعلم ما غاب عنه، ولم يشك في وعد الله سبحانه وتعالى، فأقدم على سؤال ربه أن ينجي ابنه لهذا السبب ولأنه من أهله، فعاتبه ربه على سؤاله ما ليس له به علم، وبيّن له السبب الذي من أجله أهلك ابنه مع الهالكين، فخاف نوح-عليه السّلام-من عاقبة هذا السؤال، فلجأ إلى الله، وسأله المغفرة والرحمة؛ لأن حسنات الأبرار سيئات المقربين. وانظر ما ذكرته في الآية [٤٣] التوبة، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{قالَ}: ماض، وفاعله يعود إلى نوح. {رَبِّ}: منادى حذف منه أداة النداء، وانظر إعراب:{يا قَوْمِ} في الآية رقم [٢٨] فهو مثله. {إِنِّي}: حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم اسمها. {أَعُوذُ}: فعل مضارع، وفاعله مستتر تقديره:«أنا». {بِكَ}: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {أَنْ}: حرف ناصب. {أَسْئَلَكَ}: مضارع منصوب ب {أَنْ،}