ولعلّه النظر إلى وجهه الكريم في الجنّة لأحاديث شريفة وردت في ذلك. {وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً}. انظر الآية رقم [٦٨] ففيها الكفاية، والمعنى هنا: يدلّهم إلى ما يوصلهم إلى ذلك الخير الموعود بسبب التثبيت على الإيمان، والطاعة.
تنبيه: قد ذكر الله في هذه الآية أصحاب الإيمان، وثوابهم، ولم يذكر الكفر، وأهله إشارة إلى إهمالهم؛ لأنّهم في حيز الطّرح. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٧٣].
الإعراب:{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ:} انظر الآية رقم [١٧٣] ففيها الكفاية.
{فَسَيُدْخِلُهُمْ:} الفاء: واقعة في جواب (أمّا) والسين: حرف استقبال، وتسويف، وهي هنا للتحقيق. (يدخلهم): فعل مضارع، والفاعل يعود إلى (الله) والهاء مفعول به أول. {فِي رَحْمَةٍ:}
متعلّقان بما قبلهما، وهما في محل نصب مفعوله الثاني، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ {الَّذِينَ}.
هذا؛ وأجيز اعتبار الجملة خبرا لمبتدإ محذوف، التقدير: فهو سيدخلهم... إلخ، وعليه؛ فالجملة الاسمية في محل رفع خبر:{الَّذِينَ،} والجملة الاسمية: {فَأَمَّا الَّذِينَ..}. إلخ مفرعة عمّا قبلها، لا محلّ لها. {مِنْهُ:} جار ومجرور متعلقان ب {رَحْمَةٍ} أو بمحذوف صفة له.
{وَفَضْلٍ:} معطوف على: {رَحْمَةٍ}.
{وَيَهْدِيهِمْ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدّرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى (الله) والهاء مفعول به أول. {إِلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. وقيل: متعلقان بمحذوف حال من: {صِراطاً} كان صفة له، فلما قدّم عليه صار حالا على القاعدة:«نعت النكرة إذا تقدّم عليها. صار حالا». {صِراطاً:} مفعول به ثان. وقيل: مفعول به لفعل محذوف، التقدير: ويعرّفهم صراطا. وقيل: هو حال. وقيل: منصوب بنزع الخافض، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها. وقيل: الجملة في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف؛ أي: وهو يهديهم، وعليه فالجملة الاسمية مستأنفة لا محلّ لها.