للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ:} بالعدل، والصدق. {وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ:} قال سعيد بن جبير-رحمه الله تعالى-: لا ينقص من حسناتهم، ولا يزاد في سيئاتهم. انتهى. كيف لا؛ وقد قال تعالى في سورة (الأنبياء) رقم [٤٧]: {وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ} وقال تعالى في سورة (النساء) رقم [٣٩]:

{إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ..}. إلخ. هذا؛ ولا تنس: أن التعبير عن المستقبل بالأفعال الماضية إنما هو لتحقق وقوعه، وهو كثير في القرآن الكريم، وهو فن بلاغي. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {وَأَشْرَقَتِ:} الواو: حرف عطف. (أشرقت): فعل ماض، والتاء للتأنيث.

{الْأَرْضُ:} فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {بِنُورِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، و (نور) مضاف، و {رَبِّها} مضاف إليه، و (ها): ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {وَوُضِعَ الْكِتابُ:} ماض مبني للمجهول، ونائب فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، (جيء): ماض مبني للمجهول. {بِالنَّبِيِّينَ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، وهما في محل نائب فاعله، وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

{وَالشُّهَداءِ:} معطوف على ما قبله. (قضي): ماض مبني للمجهول. {بَيْنَهُمْ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، وهو نائب الفاعل أيضا، والهاء في محل جر بالإضافة. {بِالْحَقِّ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من نائب الفاعل المستتر العائد، إلى المصدر المفهوم من الفعل، وهذا وجه آخر، التقدير: وقضي القضاء بينهم ملتبسا بالحق. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٥٤] من سورة (سبأ) ففي الآيتين شبه شديد، والله ولي التوفيق. {وَهُمْ:} الواو:

واو الحال. (هم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {لا:} نافية.

{يُظْلَمُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير المجرور محلا بالإضافة، والرابط: الواو، والضمير.

{وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ (٧٠)}

الشرح: {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ} أي: يجازى كل إنسان بما عمل من خير، أو شر، إن خيرا؛ فخير، وإن شرّا؛ فشرّ. {وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ} أي: في الدنيا. ولا حاجة به عز وجل إلى كتاب ولا إلى شاهد؛ ومع ذلك فتشهد الكتب، والملائكة، والرسل، كما رأيت في الآية السابقة إلزاما للحجة، وقطعا للمعذرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>