بمحذوف صلة الموصول، {وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ..}. إلخ إعراب هذه الجملة مثل إعراب:{وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ} بلا فارق، وهي هنا مستأنفة لا غير، انظر رقم [٥٨].
الشرح:{أَلَمْ تَرَ:} استفهام تقريري، وهو يشمل كل مخاطب، وعاقل من بني آدم.
{سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ:} ذلّله، وجعله معدا لمنافعهم، وهو يشمل جميع ما يحتاجون إليه من الدواب، والنبات، والأنهار وغير ذلك. {وَالْفُلْكَ:} انظر الآية رقم [٦٦] من سورة (الإسراء)، أو الآية رقم [٢٧] من سورة (المؤمنون).
وانظر شرح {الْبَرِّ} و (البحر) في الآية رقم [٧٠] من سورة (الإسراء). {وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ} أي: بأن خلقها على صورة متداعية إلى الاستمساك. {إِلاّ بِإِذْنِهِ:}
إلا بمشيئته، وذلك يوم القيامة؛ حيث تتغير معالمها، كما ذكر الله في سورة (التكوير) وغيرها، وفيه رد على من يدعي استمساكها بذاتها، فإنها مساوية لسائر الأجسام في الجسمية، فتكون قابلة للسقوط قبول غيرها، وآية (فاطر) رقم [٤١] توضح هذا المعنى، وهي قوله تعالى:{إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا..}. إلخ.
{إِنَّ اللهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ:} حيث هيأ لهم أسباب الاستدلال، وفتح عليهم أبواب المنافع، ودفع عنهم أنواع المضار. هذا؛ والرأفة: أشد الرحمة، ورؤوف صيغة مبالغة، والله أرأف بعبادة من الوالدة بولدها، ومن رأفته أشياء كثيرة يعسر حصرها، وعدها، وهي معلومة عند ذوي الألباب.
الإعراب:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ:} انظر إعراب مثل هذا الكلام في الآية رقم [٦٣]{ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. {فِي الْأَرْضِ:} متعلقان بمحذوف صلة الموصول. (الفلك): معطوف على {ما}. {تَجْرِي:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى (الفلك). {فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ:} كلاهما متعلقان بالفعل قبلهما، وأجيز تعليق {بِأَمْرِهِ} بمحذوف حال من فاعل تجري المستتر، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة:{تَجْرِي..}. إلخ في محل نصب حال من (الفلك). هذا؛ وأجيز اعتبار الفلك معطوفا على لفظ الجلالة، فتكون الجملة الفعلية في محل رفع خبره، على تقدير:
وأن الفلك تجري... إلخ. هذا؛ ويقرأ برفع (الفلك) على أنه مبتدأ، والجملة الفعلية في محل رفع خبره، وتكون الجملة مستأنفة، لا محل لها، وعطفها على ما قبلها لا يصح.