للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَقالُوا:} الواو: حرف عطف. (قالوا): ماض، وفاعله، والألف للتفريق.

{لَوْلا:} حرف تحضيض. {هذَا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل {نُزِّلَ} المبني للمجهول {الْقُرْآنُ:} بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه. {عَلى رَجُلٍ:}

جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ:} متعلقان بمحذوف صفة: {رَجُلٍ،} وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنّه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. {عَظِيمٍ:}

صفة ثانية ل‍ {رَجُلٍ،} والجملة الفعلية: {لَوْلا نُزِّلَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:

{وَقالُوا..}. إلخ معطوفة على جواب (لمّا)، لا محل لها مثلها.

{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ (٣٢)}

الشرح: الآية رد لما تمنّاه الجاهلون في الآية السابقة. {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} أي: أهم يمنحون النبوة، ويخصون بها من شاؤوا من العباد، حتى يقترحوا أن تكون لفلان الغني، أو لفلان العظيم من الناس. {نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا} أي: نحن بحكمتنا، وتدبيرنا جعلنا هذا غنيا، وهذا فقيرا، وفاوتنا بينهم في الأموال، والأرزاق، وإذا كان أمر المعيشة، وهو تافه حقير لم نتركه لهم، بل تولينا قسمته بأنفسنا؛ فكيف نترك أمر النبوة-وهو عظيم خطير- لأهوائهم، وشهواتهم، ومشتهياتهم؟! قال في التسهيل: كما قسمنا المعايش في الدنيا؛ كذلك قسمنا المواهب الدينية، وإذا كنا لم نهمل الحظوظ الفانية؛ فأولى وأحرى ألاّ نهمل الحظوظ الشريفة الباقية. انتهى. صفوة التفاسير، وبالجملة: فالمعنى كما فضلنا بعضهم على بعض في الرزق كما شئنا. كذلك اصطفينا بالرسالة من شئنا. هذا؛ وقال البيضاوي-رحمه الله تعالى-:

وإطلاق المعيشة يقتضي أن يكون حلالها، وحرامها من الله تعالى، وهذا مذهب أهل السنة، قال اللقاني-رحمه الله تعالى-: [الرجز]

والرزق عند القوم ما به انتفع... وقيل لا بل ما ملك وما اتّبع

فيرزق الله الحلال فاعلما... ويرزق المكروه والمحرّما

هذا؛ وقال الزمخشري-رحمه الله تعالى-وهو معتزلي-: الله تعالى قسم لكل عبد معيشته، وهي مطاعمه، ومشاربه، وما يصلحهم من المنافع، وأذن لهم في تناولها، ولكن شرط عليه، وكلفه أن يسلك في تناولها الطريق التي شرعها، فإذا سلكها؛ فقد تناول قسمته من المعيشة حلالا، وسماها رزق الله، وإذا لم يسلكها؛ تناولها حراما، وليس له أن يسميها رزق الله، فالله

<<  <  ج: ص:  >  >>