للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {إِلاَّ}: أداة استثناء. {الَّذِينَ}: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب على الاستثناء من المشركين، والجملة بعده صلته، والعائد محذوف، إذ التقدير: عاهدتموهم

{مِنَ الْمُشْرِكِينَ}: متعلقان بمحذوف حال من الضمير المحذوف. {ثُمَّ}: حرف عطف. {لَمْ}:

حرف نفي وقلب وجزم. {يَنْقُصُوكُمْ}: مضارع مجزوم ب‍ {لَمْ،} وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والكاف مفعول به. {شَيْئاً}: مفعول به ثان، وقيل: نائب مفعول مطلق، والجملة الفعلية معطوفة على جملة الصلة لا محل لها مثلها، وكذلك جملة: {وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً} معطوفة عليها لا محل لها أيضا. {فَأَتِمُّوا}: الفاء: هي الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن شرط مقدر. {فَأَتِمُّوا}: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {إِلَيْهِمْ}: متعلقان بما قبلهما. {عَهْدَهُمْ}: مفعول به. {إِلى مُدَّتِهِمْ}: متعلقان بمحذوف حال مما قبلهما، التقدير: ممتدا إلى مدتهم، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة: {فَأَتِمُّوا..}.

إلخ لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم، التقدير: وإذا كان ذلك حاصلا منهم فأتموا

إلخ، هذا؛ وجوز اعتبار: {الَّذِينَ} مبتدأ، واعتبار: {فَأَتِمُّوا..}. إلخ في محل رفع خبره، وتكون الجملة الاسمية في محل نصب على الاستثناء من الكلام المتقدم، والإعراب الأول أقوى وأولى.

{إِنَّ}: حرف مشبه بالفعل. {اللهَ}: اسمها. {يُحِبُّ}: مضارع، والفاعل يعود إلى {اللهَ}.

{الْمُتَّقِينَ}: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وجملة: {يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} في محل رفع خبر {إِنَّ،} والجملة الاسمية: {إِنَّ اللهَ..}. إلخ تعليل لما أمروا به من وفاء العهود، وإتمام المدة للذين لم ينقضوا العهود. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{فَإِذَا اِنْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاُحْصُرُوهُمْ وَاُقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥)}

الشرح: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ}: إذا انتهت، وانقضت الأشهر الحرم، وقد اختلف في الأشهر الحرم، فقيل: هم خمسون يوما منها عشرون من شهر ذي الحجة والمحرم، والمعتمد:

أنها أربعة أشهر، وهي المدة التي ضربها الله للمشركين فيما رأيت، وسميت حرما مع كون صفر وربيع ليسا من الحرم لتحريم قتل المشركين فيها، ومنحهم فرصة التأمل، والتفكر لعلهم يثوبون إلى رشدهم، ويدخلون في دين الله أفواجا، وهذا هو الذي حصل بعدئذ. هذا؛ والانسلاخ في الأصل: الكشط، والنزع، ومنه سلخت جلد الشاة، فانسلخ، فقد استعير الانسلاخ لمضي الأشهر وانقضائها، كما استعير في قوله تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ} للإزالة،

<<  <  ج: ص:  >  >>