صلّى الله عليه وسلّم:«من سمع النّداء، فلم يمنعه من اتباعه عذر» -قالوا: وما العذر؟ قال:«خوف، أو مرض- لم تقبل منه الصّلاة الّتي صلّى». رواه أبو داود، وابن ماجه.
وعن معاذ بن أنس-رضي الله عنه-عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:«الجفاء كلّ الجفاء، والكفر، والنّفاق: من سمع منادي الله ينادي إلى الصّلاة، فلا يجيبه». رواه الإمام أحمد. وفي رواية للطبراني: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «بحسب المؤمن من الشقاء، والخيبة أن يسمع المؤذن يثوّب بالصّلاة، فلا يجيبه».
وعن جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-قال: أتى ابن أم مكتوم النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله! إنّ منزلي شاسع، وأنا مكفوف البصر، وأنا أسمع الأذان، قال:«فإن سمعت الأذان، فأجب؛ ولو حبوا، أو زحفا». رواه أحمد، والطبراني، وابن حبان.
الإعراب:{خاشِعَةً:} حال من واو الجماعة. {أَبْصارُهُمْ:} فاعل ب: {خاشِعَةً،} والهاء في محل جر بالإضافة. وينبغي أن تعلم: أن {خاشِعَةً} في الأصل صفة {أَبْصارُهُمْ} فلما تقدم النعت المنعوت انتصب، ومثله قوله تعالى في سورة (الأنبياء) رقم [٣]: {لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ}. {تَرْهَقُهُمْ:}
فعل مضارع، والهاء مفعول به. {ذِلَّةٌ:} فاعل، والجملة الفعلية في محل نصب حال ثانية من واو الجماعة، والرابط: الضمير فقط. {وَقَدْ:}(الواو): واو الحال. (قد): حرف تحقيق، يقرب الماضي من الحال. {كانُوا:} ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق، وجملة:{يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ} في محل نصب خبر (كان)، والجملة الفعلية:(قد كانوا...) إلخ في محل نصب حال أخرى من الضمير المنصوب، فهي حال متداخلة، والجملة الاسمية:{وَهُمْ سالِمُونَ} في محل نصب حال أيضا من واو الجماعة. فهي حال متداخلة أيضا، والرابط فيها وفيما قبلها: الواو، والضمير.
الشرح:{فَذَرْنِي:} فدعني. فيه تسلية للنبي صلّى الله عليه وسلّم، وتهديد لكل كفار قريش، ومن على شاكلتهم من المكذبين إلى يوم القيامة. {وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ} المراد به: القرآن، والمعنى:
خل بيني، وبين المكذبين بالقرآن، لا تشغل بالك بهم، ولا تهتم بشأنهم، وكلهم إليّ، فإني أكفيك إياهم! والخطاب لسيد الخلق، وحبيب الحق صلّى الله عليه وسلّم. {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ:} قال الأزهري:
سنأخذهم قليلا قليلا من حيث لا يحتسبون، وذلك: أن الله تعالى يفتح عليهم من أبواب النعم ما يغتبطون به، ويركنون إليه، ثم يأخذهم على غرتهم أغفل ما يكونون. هذا؛ وأصل الاستدراج: الاستصعاد، أو الاستنزال درجة بعد درجة. قال الضحاك: المعنى: كلما جددوا لنا معصية؛ جددنا لهم نعمة، أي: فيظنوا أن تواتر النعم لطف من الله تعالى بهم، فيزدادون بطرا، وانهماكا في الضلال؛ حتى يحق عليهم العذاب.