{تَجْرِي}. والجملة الفعلية في محل نصب صفة: {جَنّاتٍ}. {خالِدِينَ}: حال من المؤمنين والمؤمنات منصوب... إلخ. {فِيها}: متعلقان ب {خالِدِينَ،} وفاعله ضمير مستتر؛ لأنه اسم فاعل. {وَمَساكِنَ} معطوف على جنات. {طَيِّبَةً}: صفته. {فِي جَنّاتِ}: متعلقان بمحذوف صفة ثانية ل (مساكن). أو بمحذوف حال منه بعد وصفها ب {طَيِّبَةً،} و {جَنّاتٍ}: مضاف، و {عَدْنٍ}: مضاف إليه. {وَرِضْوانٌ}: الواو: حرف استئناف. (رضوان): مبتدأ. {مِنَ اللهِ}:
متعلقان بمحذوف صفته، وهذه الصفة هي التي سوغت الابتداء به. {أَكْبَرُ}: خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها {ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. إعراب هذه الجملة مثل إعراب:
{وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} في الآية رقم [١٠] بلا فارق.
{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاُغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٧٣)}
الشرح: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ}: هذا النداء موجه للنبي صلّى الله عليه وسلّم، وتدخل فيه أمته من بعده، هذا؛ و {النَّبِيُّ} مأخوذ من النبأ، وهو الخبر، انظر الآية رقم [١٠١] من سورة (الأعراف). وقيل: بل هو مأخوذ من النبوة، وهو الارتفاع؛ لأن رتبة النبي ارتفعت عن رتب سائر الخلق، وهو يقرأ بالهمز وبدونه، والنبي ذكر حر من بني آدم، سليم عن منفر طبعا، أوحي إليه بشرع يعمل به، ولم يؤمر بتبليغه، وإن أمر بالتبليغ، فهو رسول، وانظر عددهم، وما ذكرته بشأنهم في الآية رقم [١٦٣] النساء، والآية رقم [٨٦] الأنعام. {جاهِدِ الْكُفّارَ}: بالسيف. {وَالْمُنْفِقِينَ}: وجاهد المنافقين بإقامة الحجة عليهم، وزجرهم، وإقامة الحدود عليهم، واكفهرار الوجه لهم، {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}:
شدد عليهم ما ذكر؛ حتى ترهبهم، وتدخل الرعب في قلوبهم. {وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ}: مقرهم بعد الموت جهنم، وانظر الفرق بين (مأوى ومثوى) في الآية رقم [١٥١] من آل عمران، {وَبِئْسَ}:
انظر الآية رقم [٤١]، الأنفال. {الْمَصِيرُ}: المرجع والمآل، هذا؛ وقد قال الزمخشري رحمه الله تعالى: وكل من وقف منه على فساد في العقيدة، فهذا الحكم ثابت فيه، يجاهد الحجة، وتستعمل معه الغلظة ما أمكن منها.
الإعراب: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ}: انظر الآية رقم [٢٤]، والآية رقم [١٥٧] من سورة (الأعراف)، فإنه جيد، {جاهِدِ}: أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {الْكُفّارَ}: مفعول به. {وَالْمُنْفِقِينَ}:
معطوف على ما قبله، منصوب مثله، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وجملة: {جاهِدِ..}. إلخ، لا محل لها؛ لأنها ابتدائية كالجملة الندائية قبلها. وجملة: {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} معطوفة عليها لا محل لها مثلها.