للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفاء: واقعة في جواب الشرط، وإعراب: (أولئك هم الفاسقون) مثل إعراب {أُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ} في الآية رقم [٥٠] بلا فارق، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه، كما رأيت في الآية رقم [٣٣]. هذا؛ وإن اعتبرت (من) اسما موصولا فهو مبتدأ، وجملة: {كَفَرَ..}. إلخ صلته، وخبره الجملة الاسمية: {فَأُولئِكَ..}. إلخ وزيدت الفاء في الخبر؛ لأن الموصول يشبه الشرط في العموم، وعلى الاعتبارين فالجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها.

{وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٥٦)}

الشرح: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ:} انظر الآية رقم [٣٠] من سورة (مريم) على نبينا، وعليها ألف صلاة، وألف سلام. {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ:} في جميع ما أمركم به، قال تعالى: {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} وانظر الآية رقم [٥٤]. {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} أي:

تنالكم رحمة الله. وانظر ما ذكرته في مثل هذا الترجي في الآية رقم [١].

الإعراب: {وَأَقِيمُوا:} الواو: حرف عطف. (أقيموا): أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على مقدر يقتضيه السياق، التقدير: دوموا على الإيمان. واعملوا صالحا، وأقيموا الصلاة، أو هي معطوفة على جملة: {أَطِيعُوا اللهَ..}. إلخ في الآية رقم [٥٤] وما بينهما كلام معترض لا محل له، وهذا الاعتراض فاصل، وهو وعد على المأمور به، فيكون تكريرا للأمر بطاعة الرسول صلّى الله عليه وسلّم للتأكيد، وتعليق الرحمة بها، أو بالمندرجة هي فيه بقوله: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} كما علق الهدى، وربطه بطاعته صلّى الله عليه وسلّم، والجملتان: {وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} معطوفتان عليها، وجملة: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} تعليل للأمر، و {تُرْحَمُونَ:} مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (لعلّ).

تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم..

{لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٥٧)}

الشرح: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ} المعنى: لا تظنن يا محمد الكفار معجزين الله عن إدراكهم، وإهلاكهم، فهم لا يفوتونه، ولا يفلتون من عقابه وانتقامه. هذا؛ ويجوز أن يكون الخطاب لكل واحد عاقل، ويقرأ الفعل بالياء. (مأواهم النار): مقرهم، ومالهم جهنم. {وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ:} المرجع، والماب، وانظر شرح (بئس) في الآية رقم [٧٨] من سورة (الحج).

الإعراب: {لا تَحْسَبَنَّ:} مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وهو في محل جزم ب‍: {لا} الناهية، والفاعل ضمير مستتر تقديره: «أنت». وعلى قراءته بالياء، فالفاعل

<<  <  ج: ص:  >  >>