للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {قالا:} ماض، والألف فاعله. {رَبَّنا:} منادى حذف منه أداة النداء، و (نا):

في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {نَخافُ:} مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «نحن». {أَنْ يَفْرُطَ:} مضارع منصوب ب‍: (أن)، والفاعل يعود إلى فرعون، {عَلَيْنا:} متعلقان بالفعل قبلهما، و {أَنْ} والمضارع في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به، وجملة: {نَخافُ..}. إلخ في محل رفع خبر (إنّ) والجملة الاسمية، والجملة الندائية كلتاهما في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، والمصدر المؤول من: {أَنْ يَطْغى} معطوف على ما قبله، فهو في محل نصب مثله.

{قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى (٤٦)}

الشرح: {قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما:} بالحفظ، والنصرة، والمعونة. {أَسْمَعُ وَأَرى} أي:

ما يجري بينكما، وبينه من قول، وفعل، فأحدث في كل حال ما يصرف شره عنكما، ويوجب نصرتي لكما. هذا؛ وفي الآية الكريمة، وسابقتها دليل واضح على أنّ الخوف من الأعداء، والحذر من شرهم إنما هو سنة الله في أنبيائه، وأوليائه مع معرفتهم به وثقتهم بنصره، ومنه حفر النبي صلّى الله عليه وسلّم الخندق حول المدينة تحصينا للمسلمين، وأموالهم مع كونه من التوكل والثقة بربه بمحل لم يبلغه أحد، ثم كان من أصحابه ما لا يجهله أحد من تحولهم عن منازلهم مرة إلى الحبشة، ومرة إلى المدينة، تخوفا على أنفسهم من مشركي مكة، وهربا بدينهم أن يفتنوهم عنه بتعذيبهم. وخاب الفسقة والفجرة الذين يصمون الصديق-رضي الله عنه-بالجبن، وضعف الإيمان لما ناله من الخوف في ليلة الهجرة الشريفة، ودخوله مع حبيبه صلّى الله عليه وسلّم الغار، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {قالَ:} ماض، وفاعله يعود إلى (الله) تعالى، {لا تَخافا:} مضارع مجزوم ب‍: (لا) الناهية، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والألف فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {إِنَّنِي:} حرف مشبه بالفعل، والنون للوقاية، وياء المتكلم اسمها. {مَعَكُما:} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر (إنّ)، ولا يتعلق بالفعل بعده لفساد المعنى، والكاف في محل جر بالإضافة، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. {أَسْمَعُ:}

مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «أنا»، ومفعوله محذوف، والجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان ل‍: (إنّ)، وجملة: {وَأَرى} مع المفعول المحذوف لتساوي رءوس الآي معطوفة عليها، فهي في محل رفع مثلها، واعتبار الجملتين حالا من الضمير المستتر في الخبر المحذوف جيد، والجملة الاسمية: {إِنَّنِي..}. إلخ تعليل للنهي، لا محل لها، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>