للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنهم أفضل منكم، وأنهم لا يعاقبون، بل يكونون أعزاء مكرمين في الدنيا وفي الآخرة؟! والجواب: ليس شيء من ذلك؛ إن هم إلا مفترون. هذا؛ والآيتان مذكورتان في سورة (الطور) برقم [٤٠ و ٤١] وانظر الغيب في سورة (الملك) رقم [١٢]. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {أَمْ:} حرف عطف بمعنى: بل، وهمزة الاستفهام. {تَسْئَلُهُمْ:} فعل مضارع، والفاعل تقديره: «أنت»، والهاء مفعول به أول، {أَجْراً:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية معطوفة في المعنى على قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ،} ومستأنفة في الصناعة، لا محل لها. {فَهُمْ:}

(الفاء): حرف عطف، (هم): مبتدأ. {مِنْ مَغْرَمٍ:} متعلقان بما بعدهما. {مُثْقَلُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها. {أَمْ:} حرف عطف. {عِنْدَهُمُ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم، والهاء في محل جر بالإضافة. {الْغَيْبُ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها. {فَهُمْ:} الفاء: حرف عطف. (هم): مبتدأ. {يَكْتُبُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والمفعول محذوف، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها.

{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ (٤٨)}

الشرح: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} أي: لقضاء ربك، والحكم هنا بمعنى: القضاء. وقيل:

المعنى: فاصبر على ما حكم به عليك ربك من تبليغ الرسالة، وأداء الأمانة. وقيل: المعنى:

اصبر على أذاهم استجابة لأمر ربك، ولا تعجل، ولا تغاضب، فلا بد من نصرك، وإعلاء دينك. وقيل: هذا منسوخ بآية السيف: وإذا عرفنا: أن السورة مكية، فالنسخ يكون بعد الهجرة بلا ريب.

{وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ:} يعني يونس، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. أي: لا تكن مثله في الغضب، والضجر، والعجلة. قال قتادة-رحمه الله تعالى-: إن الله تعالى يعزي نبيه صلّى الله عليه وسلّم، ويأمره بالصبر، ولا يعجل كما عجل صاحب الحوت. انظر ما ذكرته في الآية رقم [٩٨] من السورة المسماة باسمه، وفي الآية رقم [٨٧] من سورة (الأنبياء)، والآية رقم [١٣٩] وما بعدها من سورة (الصافات)، تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.

{إِذْ نادى:} دعا ربه، وهو في بطن الحوت بقوله: {لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ}. {وَهُوَ مَكْظُومٌ:} مملوء غما، والمعنى: لا تكن مثله ضجرا، فتبتلى ببلائه. هذا؛ والكظم: الحبس، ومنه قولهم: فلان كظم غيظه، أي: حبس غضبه، قال تعالى في سورة (آل عمران) رقم [١٣٤] من وصف المتقين: {وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النّاسِ..}. إلخ، قال قتادة-رحمه الله تعالى-: الكظيم، والمكظوم: هو الذي يردد حزنه في جوفه، ولا يقول إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>