للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَيَجْعَلُ..}. إلخ معطوفة على جملة محذوفة، التقدير: فيأذن لبعضهم في الإيمان، ويجعل

والمضارع في المعطوف والمعطوف عليه بمعنى الماضي، والكلام كله مستأنف لا محل له.

{قُلِ اُنْظُرُوا ماذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (١٠١)}

الشرح: {قُلِ}: خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم. {اُنْظُرُوا ماذا..}. إلخ: هذا أمر لكفار مكة؛ لينظروا نظر اعتبار وتدبر وتفكر في الذي خلقه الله في السموات والأرض من آيات تدل على قدرة الصانع الحكيم، من شمس وقمر، وجبال وأشجار، وأنهار وبحار، فكل ذلك آيات دالة على وحدانيته تعالى، كما قال الشاعر: [المتقارب]

وفي كلّ شيء له آية... تدلّ على أنّه واحد

{وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ..}. إلخ: أي: لا تنفع الآيات، ولا تجدي الرسل قوما سبق في علم الله الأزلي: أنهم لا يؤمنون بالله، حيث قدر الله عليهم الشقاء الأبدي في نار الجحيم، ولو تركهم وشأنهم؛ لما اختاروا غير الكفر المؤدي إلى النار، وبئس القرار.

الإعراب: {قُلِ}: أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {اُنْظُرُوا}: أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {ماذا}: ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. (ذا): اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبره. {فِي السَّماواتِ}: متعلقان بمحذوف صلة الموصول. {وَالْأَرْضِ}: معطوف على ما قبله، والجملة الاسمية: {ماذا..}. إلخ في محل نصب مفعول به للفعل {اُنْظُرُوا} المعلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام، هذا؛ وقيل:

إن {ماذا} كله اسم مركب، وهو موصول في محل نصب مفعول به، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صلته، والأول أقوى؛ لأن اسم الاستفهام له الصدارة، فلا يعمل فيه ما قبله بمفرده، وجملة: {اُنْظُرُوا} في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلِ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.

الواو: واو الحال. (ما): نافية. {تُغْنِي}: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل. {الْآياتُ}: فاعله. {وَالنُّذُرُ}: معطوف على {الْآياتُ}. {عَنْ قَوْمٍ}: متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة: {لا يُؤْمِنُونَ} المنفية في محل جر صفة: {قَوْمٍ،} والجملة الفعلية: {وَما تُغْنِي..}. إلخ في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو فقط، وانظر الآية رقم [٩٢] أو هي معترضة في آخر الكلام لا محل لها، هذا؛ وجوز اعتبار (ما) اسم استفهام مبنيا على السكون في محل رفع مبتدأ، والجملة الفعلية في محل رفع خبره، وعليه فالجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها، والأول أقوى. تأمل، وتدبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>