للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمناسبة ألف الاثنين، أو إلى ياء المخاطبة، مثل: اجلسي، وقد حرك بالكسرة لمناسبة ياء المخاطبة. {فِي الْأَرْضِ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية جواب (إذا)، لا محل لها، و (إذا) ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له، وجملة: {وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ} معطوفة على جواب (إذا) لا محل لها أيضا، وأيضا جملة: {وَاذْكُرُوا اللهَ} معطوفة أيضا. {كَثِيراً:} صفة مفعول مطلق محذوف، التقدير: اذكروا الله ذكرا كثيرا، بدليل التصريح بهذا المحذوف في سورة (الأحزاب) رقم [٤١] ويقال: نائب مفعول مطلق؛ أي: نائب الصفة عن المفعول المطلق.

{لَعَلَّكُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والكاف اسمه، وجملة: {تُفْلِحُونَ} في محل رفع خبر (لعلّ)، والجملة الاسمية فيها معنى التعليل للأمر، لا محل لها.

{وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً اِنْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرّازِقِينَ (١١)}

الشرح: عن جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ إذا أقبلت عير تحمل طعاما، فانفتلوا إليها؛ حتى ما بقي مع النبي صلّى الله عليه وسلّم إلا اثنا عشر رجلا، فنزلت هذه الاية. حديث متفق عليه. وقال مقاتل بن حيان-رحمه الله تعالى-: بينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخطب يوم الجمعة؛ إذ قدم دحية بن خليفة الكلبي من الشام بتجارة، وكان إذا قدم لم تبق عاتق بالمدينة إلا أتته، وكان يقدم بكل ما يحتاج إليه من دقيق، وبر، وزيت، وغيره، وكان ينزل عند أحجار الزيت، وهو مكان في سوق المدينة، ثم يضرب بالطبل، ليؤذن الناس بقدومه، فيخرج إليه الناس ليبتاعوا منه، فقدم ذات جمعة، وذلك قبل أن يسلم، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم قائم على المنبر يخطب، فخرج إليه الناس، ولم يبق في المسجد إلا اثنا عشر رجلا، وامرأة، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: كم بقي في المسجد، فقالوا: اثنا عشر رجلا، وامرأة، فقال: «لولا هؤلاء؛ لسوّمت لهم الحجارة من السماء». وفي رواية قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «والذي نفسي بيده لو خرجوا جميعا؛ لأضرم الله عليهم الوادي نارا». انتهى. خازن، وقرطبي.

هذا؛ وروي في حديث مرسل أسماء الاثني عشر رجلا، رواه أسد بن عمرو، والد أسد بن موسى بن أسد، وفيه: لم يبق مع النبي صلّى الله عليه وسلّم إلا أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعيد بن زيد، وهؤلاء هم العشرة المبشرون بالجنة، وبلال، وعبد الله بن مسعود في إحدى الروايتين، وفي الرواية الأخرى: عمار بن ياسر-رضي الله عنهم أجمعين-. انتهى. قرطبي بتصرف.

وينبغي أن تعلم أن خطبة الجمعة كانت بعد الصلاة كما في العيدين، فجعلها الرسول صلّى الله عليه وسلّم بعد ذلك قبل الصلاة، وكان الوقت وقت جوع، وغلاء شديد.

<<  <  ج: ص:  >  >>