هذا؛ والفعل:{مُتُّمْ} يقرأ بضم الميم، وكسرها، فالأول من باب: نصر، ك:«قلت» و «صنت». والثاني من باب: علم، ك «خفت» و «نمت». وقال المفسرون: من: مات، يمات، كخاف، يخاف، ونام ينام، وهو بعد الإعلال يعود على باب: علم.
الإعراب:{وَلَئِنْ:} الواو: حرف استئناف. اللام: موطئة لقسم محذوف، أي دالة عليه.
(إن): حرف شرط جازم. {قُتِلْتُمْ:} فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء نائب فاعله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {فِي سَبِيلِ} متعلقان بما قبلهما، و {سَبِيلِ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {أَوْ:} حرف عطف. {مُتُّمْ:} فعل وفاعل والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها.
{لَمَغْفِرَةٌ:} اللام: واقعة في جواب القسم المحذوف. (مغفرة): مبتدأ. {مِنَ اللهِ:} متعلقان ب (مغفرة) أو بمحذوف صفة لها. {وَرَحْمَةٌ:} معطوف على (مغفرة) وحذف متعلقه لدلالة ما قبله عليه. {خَيْرٌ:} خبر المبتدأ. {مِمّا:} جار ومجرور متعلقان ب {خَيْرٌ} و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر ب:(من)، {يَجْمَعُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية صلة (ما)، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: من الذي، أو من شيء يجمعونه، وعلى اعتبار (ما) أو مصدرية تؤوّل مع ما بعدها بمصدر في محل جر ب (من)، التقدير: من جمعهم، والجملة الاسمية:{لَمَغْفِرَةٌ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها جواب القسم المحذوف، وجواب الشرط محذوف لدلالة جواب القسم عليه، على القاعدة: إذا اجتمع شرط، وقسم فالجواب للسابق منهما. قال ابن مالك رحمه الله تعالى في ألفيته:[الرجز]
واحذف لدى اجتماع شرط وقسم... جواب ما أخّرت فهو ملتزم
الشرح: المعنى: سواء متم على فراشكم، أو قتلتم في ساحة الحرب؛ فإنّ مرجعكم إلى الله. فيجازيكم بأعمالكم، فآثروا ما يقرّبكم إلى الله. ويوجب لكم رضاه من الجهاد في سبيله، والعمل بطاعته. ولله درّ القائل:[الطويل]
فإن تكن الأبدان للموت أنشئت... فقتل امرئ بالسّيف في الله أفضل
والموت لا بد منه، ورحم الله من قال:[الطويل]
ومن لم يمت بالسّيف مات بغيره... تنوّعت الأسباب والموت واحد
الإعراب:{وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ} انظر الآية السابقة. {لَإِلَى:} اللام: واقعة في جواب القسم المحذوف. (إلى الله): متعلقان بالفعل بعدهما. {تُحْشَرُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول