للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا تنس: أن في الكلام التفاتا من الإفراد إلى الجمع، والسر في الإفراد في الآية السابقة، والجمع هنا؛ وقوع الموت، والتوفي على الانفراد، وأما البعث والرجوع إلى الله يوم القيامة فإنه على الجمع، أي يا قوم جميع الخلائق من قبورهم دفعة واحدة.

الإعراب: {ثُمَّ:} حرف عطف للتراخي، وانظر الآية رقم [٥/ ٤٦]. {رُدُّوا:} ماض مبني للمجهول مبني على الضم، والواو نائب فاعله، والألف للتفريق، وانظر إعراب: {آمَنُوا} في الآية رقم [٥/ ١]. {إِلَى اللهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية معطوفة على جواب {إِذا} في الآية السابقة، لا محل لها مثله. {مَوْلاهُمُ:} صفة {اللهِ} أو بدل منه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر، والهاء في محل جر بالإضافة. {الْحَقِّ:} صفة ثانية. وقيل: هو صفة ل‍: {مَوْلاهُمُ} ويقرأ بالنصب على إضمار فعل، أي أمدح أو أعني، وذلك على القطع، {أَلا:} حرف تنبيه واستفتاح، يسترعى به انتباه المخاطب لما يأتي بعده من كلام.

{لَهُ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {الْحُكْمُ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية مبتدأة، أو مستأنفة لا محل لها، والجملة الاسمية: {وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ:} في محل نصب حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، والرابط: الواو، والضمير.

{قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشّاكِرِينَ (٦٣)}

الشرح: {قُلْ:} الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، وانظر «القول» في الآية رقم [٢/ ٢٦] أو [٧/ ٤].

{يُنَجِّيكُمْ:} بتشديد الجيم من نجّى، ويقرأ بتخفيفها من: أنجى. {ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ:} أهوالهما وشدائدهما في أسفاركم، استعيرت الظلمة للشدة لمشاركتها في الهول، وإبطال الإبصار، فيقال لليوم الشديد: يوم متكلم، ويوم ذو كواكب، أي إنه يوم اشتدت ظلمته حتى صار كالليل في ظلمته، وفي ظهور الكواكب فيه؛ لأن الكواكب لا تظهر إلا في الظلمة. وقيل: الحمل على الحقيقة أولى، فظلمات البر هي ما اجتمع فيه من ظلمة الليل، وظلمة السحاب، وظلمة الرياح، فيحصل من ذلك الخوف الشديد لعدم الاهتداء إلى الطريق الصواب، وظلمات البحر ما اجتمع فيه من ظلمة الليل، وظلمة السحاب، وظلمة الرياح العاصفة، والأمواج الهائلة، فيحصل من ذلك أيضا الخوف الشديد من الوقوع في الهلاك، وانظر: {الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} في الآية رقم [٥٩].

تدعونه تضرعا وخفية: تسألون الله النجاة من الشدائد والهول في السر والجهر. {لَئِنْ أَنْجانا..}.

إلخ: أي يقولون حين وقوعهم في الشدائد: لئن أنجانا الله من هذه المتاعب، والمشاق؛ لنشكرنه تعالى عليها، ولا يكون الإنسان شاكرا إلا بالإيمان، وما يتعلق به من أعمال، والشكر يتطلب المزيد من النعم. انظر الآية رقم [٥٣]. ويقرأ: «(لئن أنجيتنا)» على الخطاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>