للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {اُنْظُرْ:} أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {كَيْفَ:} اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال من (نا) تقدم على صاحبه وعامله، وهو معلق للفعل قبله عن العمل.

{فَضَّلْنا:} فعل، وفاعل. {بَعْضَهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة. {عَلى بَعْضٍ:}

متعلقان بما قبلهما، وجملة: {كَيْفَ فَضَّلْنا..}. إلخ في محل نصب مفعول به، وجملة: {اُنْظُرْ..}.

إلخ مستأنفة، لا محل لها. {وَلَلْآخِرَةُ:} الواو: حرف عطف. اللام: لام الابتداء. (الآخرة):

مبتدأ. {أَكْبَرُ:} خبر المبتدأ، و {أَكْبَرُ:} مضاف، و {دَرَجاتٍ:} مضاف إليه. هذا؛ ويجوز اعتباره تمييزا، ويؤيده نصب ما بعده، فهو منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم. {أَكْبَرُ:} معطوف على ما قبله. {تَفْضِيلاً:} تمييز، والجملة الاسمية:

{وَلَلْآخِرَةُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، وعطفها يخل بالمعنى. وقيل: هي في محل نصب حال.

{لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً (٢٢)}

الشرح: {لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ} .. إلخ: الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، والمراد: به أمته، أو كل أحد، وهو أولى. {فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً} أي: فتصير مذموما من قبل الملائكة، والمؤمنين مخذولا من الله تعالى، ومفهومه: أن المؤمن الموحد يكون ممدوحا منصورا. دليله قوله تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ} حيث ذكر الخذلان في مقابلة النصر.

قال الجمل: وحاصل ما ذكر في هذه الآيات من أنواع التكاليف خمسة وعشرون نوعا، بعضها أصلي، وبعضها فرعي، وقد ابتدئت بالأصلي في قوله: {لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ..}. إلخ وختمت به أيضا في قوله تعالى: {وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ..}. إلخ الآية رقم [٣٩]. انتهى نقلا عن شيخه، ثم قال: وفي زاده: لما بين الله: أنّ سعادة الآخرة منوطة بإرادتها، بأن يسعى سعيها، وبأن يكون مؤمنا؛ شرع في تفصيل هذه الأمور المجملة، فبدأ بشرح حقيقة الإيمان، وبيان ما هو العمدة فيه، وهو التوحيد، فقال: {لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ..}. إلخ، ثم ذكر عقبيه سائر الأعمال؛ التي يكون من عمل بها ساعيا في الآخرة. انتهى.

الإعراب: {لا:} ناهية. {تَجْعَلْ:} مضارع مجزوم ب‍: {لا} الناهية، والفاعل مستتر تقديره:

«أنت». {مَعَ:} ظرف مكان متعلق بما قبله، ومع مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {إِلهاً:} مفعول به. {آخَرَ:} صفة له. الفاء: للسببية. (تقعد): مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد الفاء السببية، والفاعل مستتر تقديره: «أنت». {مَذْمُوماً مَخْذُولاً:} حالان من فاعل تقعد المستتر، و «أن» المضمرة، والمضارع في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيد من الفعل السابق، التقدير:

لا يكن منك جعل مع الله إلها آخر فقعود... إلخ، والجملة الفعلية: {لا تَجْعَلْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. هذا؛ وعلى تفسير (تقعد) ب‍: «تصير» يكون فعلا ناقصا يرفع، وينصب.

<<  <  ج: ص:  >  >>