صلة. {شِرْكٍ:} مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها، والجملة الاسمية:{وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ} معطوفة عليها، لا محل لها أيضا، وإعرابها مثلها بلا فارق.
الشرح:{وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلاّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} أي: لعظمته، وجلاله، وكبريائه، لا يجترئ أحد أن يشفع عنده تعالى في شيء؛ إلا بعد إذنه له في الشفاعة، كما قال عز وجل:
ولهذا ثبت في الصحيحين من غير وجه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم-وهو سيد ولد آدم، وأكبر شفيع عند الله تعالى-أنه حين يقوم المقام المحمود؛ ليشفع في الخلق كلهم، قال:«فأسجد لله تعالى، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ويفتح عليّ بمحامد لا أحصيها الآن، ثمّ يقال: يا محمد! ارفع رأسك، وقل تسمع، وسل تعط، واشفع تشفّع...». الحديث بتمامه موجود في كتاب:
«الترغيب والترهيب».
{حَتّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ} وهذا أيضا مقام رفيع في العظمة، وهو: أنه تعالى إذا تكلم بالوحي، فسمع أهل السموات كلامه؛ أرعدوا؛ حتى يلحقهم مثل الغشي، قال ابن مسعود-رضي الله عنه- {فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} أي: زال الفزع عنها. وقال ابن عباس، والضحاك، والحسن، وقتادة-رضي الله عنهم-في قوله عز وجل:{حَتّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ..}. إلخ يقول: خلّي عن قلوبهم الفزع، فإذا كان كذلك؛ سأل بعضهم بعضا:{ماذا قالَ رَبُّكُمْ} فيخبر بذلك حملة العرش للذين يلونهم، ثم الذين يلونهم لمن تحتهم؛ حتى ينتهي الخبر إلى أهل السماء الدنيا، ولهذا قال تعالى:{قالُوا الْحَقَّ} أي: أخبروا بما قال من غير زيادة، ولا نقصان {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}.
وقال آخرون: بل معنى قوله تعالى: {حَتّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} يعني: المشركين عند الاحتضار، ويوم القيامة إذا استيقظوا مما كانوا فيه من الغفلة في الدنيا، قالوا: ماذا قال ربكم؟ فقيل لهم: الحق، وأخبروا بما كانوا عنه لاهين في الدنيا. قال مجاهد:{حَتّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ:} كشف عنها الغطاء يوم القيامة. وقال الحسن:{حَتّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} يعني: ما