للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَلكِنْ ذِكْرى} أي: ولكن عليهم أن يعظوهم، ويذكروهم بآيات الله لعلهم ينتهون عن شركهم، وعن استهزائهم بالمؤمنين، وعن تكذيبهم بآيات الله. هذا؛ وانظر (التقوى) في الآية رقم [٥/ ٣٥] وشرح {شَيْءٍ} في الآية رقم [٥/ ١٩]. {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ:} انظر الآية رقم [٥١].

تنبيه: لما نزلت الآية السابقة قال المسلمون: لئن كنا نقوم كلما استهزءوا بالقرآن لم نستطع أن نجلس في المسجد الحرام، ونطوف به، فنزلت هذه الآية.

الإعراب: {وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما) نافية. {عَلَى الَّذِينَ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {يَتَّقُونَ:} فعل وفاعل، والمفعول محذوف، والجملة الفعلية صلة الموصول. {مِنْ حِسابِهِمْ:} متعلقان بمحذوف حال من {شَيْءٍ} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا على القاعدة: «نعت النكرة إذا تقدم عليها صار حالا». {مِنْ:} حرف جر صلة، {شَيْءٍ:} مبتدأ مؤخر، أو اسم ما على اعتبارها عاملة عمل «ليس» فهو مرفوع على الاعتبارين، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والجملة الاسمية على الاعتبارين مستأنفة لا محل لها. {وَلكِنْ:} الواو: حرف عطف، (لكن): حرف استدراك مهمل لا عمل له. {ذِكْرى:} مفعول مطلق عامله محذوف، التقدير: ولكن ذكروهم ذكرى، أو هو مبتدأ خبره محذوف، التقدير: ولكن عليهم، أو عليكم ذكرى، أي: تذكيرهم، أو هو خبر لمبتدإ محذوف، أي: هو ذكرى، فالأوجه ثلاثة، وجوز رابع، وهو العطف على موضع: {شَيْءٍ} المجرور، فهو عطف مفرد على مفرد، وأما على الأوجه السابقة، فهو من عطف الجمل. انتهى جمل نقلا عن السمين. {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ:} انظر إعراب هذه الجملة في الآية رقم [٥١].

{وَذَرِ الَّذِينَ اِتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (٧٠)}

الشرح: {وَذَرِ:} اترك، وهذا الفعل لم يأت منه ماض، وانظر الآية رقم [٧/ ٧٠] تجد ما يسرك. {لَعِباً:} انظر الآية رقم [٣٢] والمعنى: أعرض يا محمد عن هؤلاء المشركين الذين جعلوا ديانتهم وعبادتهم مبنية على التشهي، يحلون، ويحرمون حسب أهوائهم. {وَغَرَّتْهُمُ:}

خدعتهم، وشغلتهم عن الإيمان بالله وحده. {الْحَياةُ الدُّنْيا:} انظر الآية رقم [٣٢]. {وَذَكِّرْ بِهِ} أي: بالقرآن الكريم. {أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ:} أن تهلك، وترهن بسوء عملها، وأصل الإبسال والبسل المنع، ومنه: أسد باسل؛ لأن فريسته لا تفلت منه، والباسل: الشجاع؛ لامتناعه من

<<  <  ج: ص:  >  >>