الإعراب: {وَيَوْمَ:} الواو: حرف عطف. (يوم): ظرف زمان متعلق بالفعل {يَتَفَرَّقُونَ}.
{تَقُومُ:} فعل مضارع. {السّاعَةُ:} فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (يوم) إليها.
{يَوْمَئِذٍ:} توكيد لفظي لسابقه، و: (إذ) ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل جر بالإضافة، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين، والتنوين عوض عن جملة محذوفة؛ إذ التقدير:
يوم إذ تقوم الساعة. {يَتَفَرَّقُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ} في الآية رقم [١٢] لا محل لها مثلها.
{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (١٥)}
الشرح: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ:} عطف العمل الصالح على الإيمان في الآية الكريمة، وغيرها يوحي بأن العمل قرين الإيمان، وقد لا يجدي الإيمان بلا عمل، وهو ما أفاده قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «الإيمان والعمل قرينان، لا يقبل الله أحدهما بدون صاحبه». كما أن الإيمان مشروط لقبول العمل الصالح وقد بينته الآية رقم [٣٩] من سورة (النور)، والآية رقم [٢٣] من سورة (الفرقان) وغيرهما، ويسمى هذا في علم البديع احتراسا.
{فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ:} الروضة: كل أرض ذات نبات، وماء، ورونق، ونضارة. وقال أبو عبيدة: الروضة: ما كان في تسفل من الأرض، فإذا كانت مرتفعة فهي ترعة. وقال غيره:
أحسن ما تكون الروضة؛ إذا كانت في موضع مرتفع غليظ، كما قال الأعشى في معلقته رقم [١٢] وما بعده: [البسيط] ما روضة من رياض الحزن معشبة... خضراء جاد عليها مسبل هطل
يضاحك الشمس منها كوكب شرق... مؤزّر بعميم النّبت مكتهل
يوما بأطيب منها نشر رائحة... ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل
انظر شرح هذه الأبيات، وإعرابها في كتابنا إعراب المعلقات العشر؛ تجد ما يسرك، ويثلج صدرك؛ إلا أنه لا يقال له: روضة إلا إذا كان فيها نبت، فإن لم يكن فيها نبت، وكانت مرتفعة فهي ترعة. وقال القشيري: والروضة عند العرب ما ينبت حول الغدير من البقول، ولم يكن عند العرب شيء أحسن منه. هذا؛ وجمع روضة: روض، ورياض، وأصل هذا: رواض، قلبت الواو ياء لكسر ما قبلها، مثل: حوض، وحياض، وثوب، وثياب، ونحو ذلك، وتجمع أيضا على: روضات، كما في سورة (الشورى) [٢٢].
{يُحْبَرُونَ:} يكرمون، وينعّمون. وقيل: يسرون سرورا تهللت له وجوههم. والحبر، والحبور هو السرور. وقيل: هو من التحبير، وهو التحسين، يقال: هو حسن الحبر، والسّبر،