وعن حذيفة-رضي الله عنه-: أنّه صلى مع النبي صلّى الله عليه وسلّم، فكان يقول في ركوعه:«سبحان الله العظيم». وفي سجوده:«سبحان ربي الأعلى». وما أتى على آية رحمة؛ إلا وقف، وسأل، وما أتى على آية عذاب؛ إلا وقف، وتعوّذ. أخرجه الترمذي.
فائدة:
أثبتوا ألف الوصل في الآية الكريمة، وفي الآيتين من سورة (الواقعة)، وذلك في {بِاسْمِ رَبِّكَ؛} لأنه لم يكثر وروده كثرته في البسملة، وحذفوها منها لكثرة ورودها، وهم شأنهم الإيجاز، وتقليل الكثير؛ إذا عرف معناه وهذا معروف لا يجهل، وإثبات ما أثبت من أشكاله مما يكثر دليل على الحذف منه، ولذا لا تحذف الألف مع غير الباء في اسم الله، ولا مع الباء في غير الجلالة الكريمة من الأسماء. انتهى. جمل نقلا من الخطيب.
الإعراب:{وَإِنَّهُ:}(الواو): حرف عطف. (إنه): حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها.
{لَحَقُّ:}(اللام): هي المزحلقة. (حق): خبرها، و (حق) مضاف، و {الْيَقِينِ} مضاف إليه، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها. {فَسَبِّحْ:}(الفاء): هي الفصيحة؛ لأنها تفصح عن شرط مقدر، التقدير: وإذا كان ما ذكر حاصلا وواقعا؛ فسبح. (سبح): فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره:«أنت». {بِاسْمِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من الفاعل المستتر. وقيل: الباء زائدة. وقيل: لفظ (اسم) أيضا زائد، فيكون التقدير: فسبح ربك، أي:
ذاته العالية. وعلى الأول ف:(اسم) مضاف، و {رَبِّكَ} مضاف إليه، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {الْعَظِيمِ:} صفة للمضاف، أو للمضاف إليه، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب للشرط المقدر ب:«إذا» كما رأيت.
تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأعظم، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه، وسلم.
انتهت سورة (الحاقة) بحمد الله، وتوفيقه شرحا وإعرابا.