{مِنَ اللهِ:} متعلقان بالفعل: {يَمْلِكُ،} وقيل: متعلقان بمحذوف حال، ولا وجه له. {شَيْئاً:}
مفعول به. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {أَرادَ:} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل يعود إلى (الله)، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه. {بِكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {ضَرًّا:} مفعول به. {أَوْ} حرف عطف. {أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً:} معطوف على ما قبله، ومحله مثله.
{بَلْ:} حرف إضراب. {كانَ:} ماض ناقص. {اللهِ:} اسمها. {بِما:} جار ومجرور متعلقان ب: {خَبِيراً} بعدهما، و (ما): تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر بالباء، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: بالذي، أو بشيء تعملونه. {خَبِيراً:} خبر: {كانَ}.
هذا؛ وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالباء، التقدير:
بعملكم، وجملة:{كانَ اللهُ..}. إلخ، مستأنفة، لا محلّ لها.
الشرح:{بَلْ ظَنَنْتُمْ:} الخطاب للمنافقين، وللكافرين على السواء. {أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ..}.
إلخ: أي: أن لن يرجع الرسول... إلخ إلى المدينة المنورة حين خرجوا قاصدين مكة المكرمة للعمرة، بل يستأصلهم كفار قريش، وقالوا: إن محمدا، وأصحابه أكلة رأس لا يرجعون. {وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ:} يعني: زين الشيطان ذلك الظن عندكم حتى قطعتم به؛ حتى صار الظنّ يقينا عندكم، وذلك: أنّ الشيطان قد يوسوس في قلب الإنسان بالشيء، ويزينه له حتى يقطع به، ولا تنس: أنّ الله هو الفاعل، وليس للشيطان إلاّ الوسوسة، وقد ذكرته لك مرارا. {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ:} أنّ الله يخلف وعده من نصر محمد صلّى الله عليه وسلّم وإعزاز دينه. وانظر الاية رقم [٦].
{وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً:} هلكى. قاله مجاهد. وقال قتادة: فاسدين، لا يصلحون لشيء من الخير. قال عبد الله بن الزبعرى السهمي القرشي:[الخفيف] يا رسول المليك إنّ لساني... راتق ما فتقت إذ أنا بور
والبوار: الهلاك، وفي سورة (إبراهيم) رقم [٢٨] قوله تعالى: {*أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ،} وفي المصباح: بار الشيء يبور بورا بالضم: هلك، وبار الشيء بوارا: كسد على الاستعارة؛ لأنه إذا ترك صار غير منتفع به، فأشبه الهالك من هذا