للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض من كل. {وَالْأُنْثى:} معطوف على ما قبله منصوب مثله، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها.

{أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (٤٠)}

الشرح: {أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ} أي: أليس الذي قدر على خلق الإنسان من نطفة مذرة، وخلق الموجودات كلها من العدم. {عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى} أي: على أن يعيد هذه الأجسام كهيئتها بعد فنائها للحساب والجزاء، فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ منكم {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} فانتهى إلى آخرها {أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ} فليقل: بلى! وأنا على ذلك من الشاهدين، ومن قرأ: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ} فانتهى إلى {أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى} فليقل:

بلى! ومن قرأ {وَالْمُرْسَلاتِ} فبلغ: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} فليقل: آمنّا بالله». أخرجه أبو داود. وله عن موسى بن أبي عائشة قال: كان رجل يصلي فوق بيته، فكان إذا قرأ: {أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى} قال: سبحانك اللهمّ، بلى! فسألوه عن ذلك، فقال: سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {أَلَيْسَ:} الهمزة: حرف استفهام، وتقرير بالنسبة للمؤمنين، واستفهام، وتوبيخ، وتقريع بالنسبة للكافرين، والمنكرين للبعث، والجزاء. (ليس): فعل ماض ناقص. {ذلِكَ:}

(ذا): اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع اسم (ليس)، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محل له. {بِقادِرٍ:} الباء: حرف جر صلة. (قادر): خبر (ليس) منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وفاعله مستتر فيه. {عَلى:} حرف جر، والمصدر المؤول من: {أَنْ يُحْيِيَ} في محل جر ب‍: {عَلى،} والجار، والمجرور متعلقان ب‍: (قادر)، وفاعل {يُحْيِيَ} يعود إلى (الله) المفهوم من المقام.

{الْمَوْتى:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، وجملة: {أَلَيْسَ ذلِكَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه، وسلم.

انتهت سورة (القيامة) شرحا وإعرابا بفضل الله وتوفيقه.

والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>