الشرح:{أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ} أي: أليس الذي قدر على خلق الإنسان من نطفة مذرة، وخلق الموجودات كلها من العدم. {عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى} أي: على أن يعيد هذه الأجسام كهيئتها بعد فنائها للحساب والجزاء، فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ منكم {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} فانتهى إلى آخرها {أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ} فليقل: بلى! وأنا على ذلك من الشاهدين، ومن قرأ:{لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ} فانتهى إلى {أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى} فليقل:
بلى! ومن قرأ {وَالْمُرْسَلاتِ} فبلغ: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} فليقل: آمنّا بالله». أخرجه أبو داود. وله عن موسى بن أبي عائشة قال: كان رجل يصلي فوق بيته، فكان إذا قرأ:{أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى} قال: سبحانك اللهمّ، بلى! فسألوه عن ذلك، فقال: سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{أَلَيْسَ:} الهمزة: حرف استفهام، وتقرير بالنسبة للمؤمنين، واستفهام، وتوبيخ، وتقريع بالنسبة للكافرين، والمنكرين للبعث، والجزاء. (ليس): فعل ماض ناقص. {ذلِكَ:}
(ذا): اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع اسم (ليس)، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محل له. {بِقادِرٍ:} الباء: حرف جر صلة. (قادر): خبر (ليس) منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وفاعله مستتر فيه. {عَلى:} حرف جر، والمصدر المؤول من:{أَنْ يُحْيِيَ} في محل جر ب: {عَلى،} والجار، والمجرور متعلقان ب:(قادر)، وفاعل {يُحْيِيَ} يعود إلى (الله) المفهوم من المقام.
{الْمَوْتى:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، وجملة:{أَلَيْسَ ذلِكَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه، وسلم.
انتهت سورة (القيامة) شرحا وإعرابا بفضل الله وتوفيقه.