أي: لا أضبط البعير إن نفر. وهذا من جملة النعم الظاهرة، وإلا فمن كان يقدر عليها لولا تذليل الله لها وتسخيرها لابن آدم، كما قال «كثير عزة» من قصيدة قالها لعبد الملك بن مروان حينما احتقره، وقال: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه: [الوافر] وقد عظم البعير بغير لبّ... فلم يستغن بالعظم البعير
يصرّفه الصبيّ بكلّ وجه... ويحبسه على الخسف الجرير
وتضربه الوليدة بالهراوي... فلا غير لديه ولا نكير
الإعراب:{أَوَلَمْ:} الهمزة: حرف استفهام، وتوبيخ، وتقريع. الواو: عاطفة على محذوف، التقدير: ألم يتفكروا، أو: ألم يلاحظوا، ولم يروا. وقال الجلال: عاطفة على قوله تعالى:
{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا..}. إلخ الآية رقم [٣١] وفيه بعد لا يخفى. (لم): حرف نفي، وقلب، وجزم. {يَرَوْا:} فعل مضارع مجزوم ب: (لم)، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق. {أَنّا:} حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها، حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {خَلَقْنا:} فعل، وفاعل. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {مِمّا:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من:
{أَنْعاماً} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا على القاعدة:«نعت النكرة إذا تقدم عليها؛ صار حالا». وما تحتمل الموصولة، والمصدرية، فعلى الأول فهي: مبنية على السكون في محل جر ب: (من)، والجملة الفعلية بعدها صلتها، والعائد محذوف، التقدير: من الذي عملته أيدينا، وعلى الثاني تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر ب (من)، التقدير: من عمل أيدينا، والأول أقوى معنى، تأمل. {عَمِلَتْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث. {أَيْدِينا:} فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، و (نا): ضمير متصل في محل جر بالإضافة. هذا؛ وجملة:{خَلَقْنا..}. إلخ في محل رفع خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد المفعول به. {أَنْعاماً:} مفعول به ل: {خَلَقْنا}. {فَهُمْ:} الفاء: حرف عطف. (هم): مبتدأ. {لَها:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما. {مالِكُونَ:} خبر المبتدأ.
الشرح:{وَذَلَّلْناها لَهُمْ:} سخرناها لهم؛ حتى يقود الصبي الصغير الجمل العظيم، ويضربه، ويصرفه كيف شاء، لا يخرج عن طاعته. {فَمِنْها رَكُوبُهُمْ} أي: مركوبهم، وقرئ:
«(مركوبتهم)»، والركوب، والركوبة واحد، مثل: الحلوب، والحلوبة، والحمول، والحمولة،