للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان عندهم من الحكمة ما يميزون بها بين من هو حقيق بالنبوة من غيره، فليصعدوا في المعارج؛ التي يتوصلون بها إلى العرش؛ حتى يستووا عليه، ويدبروا أمر العالم، وينزلوا الوحي على من يختارون!! وهو غاية التهكم بهم. انتهى. صفوة التفاسير. منقولا من الكشاف بتصرف.

ولا تنس: أن الأمر للتوبيخ، والتقريع، والتعجيز.

هذا؛ ويقال: رقى، يرقى، وارتقى: إذا صعد، ورقى، يرقي رقيا، مثل: رمى، يرمي رميا من الرقبة. قال الربيع بن أنس: الأسباب أرق من الشّعر، وأشد من الحديد، ولكن لا ترى، والسبب في اللغة: كل ما يتوصل به إلى المطلوب من حبل، أو غيره. وقيل: الأسباب: أبواب السموات؛ التي تنزل الملائكة منها. قاله مجاهد، وقتادة. وقال زهير بن أبي سلمى المزني في معلقته رقم [٥٠]: [الطويل]

ومن هاب أسباب المنايا ينلنه... ولو رام أسباب السّماء بسلّم

الإعراب: {أَمْ:} حرف عطف. وهي هنا بمعنى: همزة الإنكار، وقدرها البيضاوي هنا، وفي الآية السابقة ب‍: بل، والهمزة. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم.

{مُلْكُ:} مبتدأ مؤخر، و {مُلْكُ} مضاف، و {السَّماواتِ} مضاف إليه، و (الأرض): معطوف على ما قبله. {وَما:} الواو: حرف عطف. (ما): اسم موصول مبني على السكون في محل جر معطوف على السموات والأرض. {بَيْنَهُما:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والميم والألف حرفان دالان على التثنية، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا.

{فَلْيَرْتَقُوا:} الفاء: هي الفصيحة. اللام: لام الأمر. (يرتقوا): فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، وعلامة جزمه حذف النون... إلخ، والواو فاعله، والألف للتفريق. {فِي الْأَسْبابِ:}

متعلقان به، والجملة الفعلية في محل جزم جواب شرط محذوف. التقدير: إن كان لهم ملك السموات... إلخ؛ {فَلْيَرْتَقُوا..}. إلخ، وهذا الكلام مرتبط بما قبله، لا محل له مثله.

{جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ (١١)}

الشرح: {جُنْدٌ..}. إلخ: أي: هؤلاء جند، والمعنى: ما أهل مكة المعاندون لك المعرضون عن الحق الذي جئت به يا محمد إلا جند من الكفار المتحزبين على الرسل، وهم مهزومون عما قريب، فلا تبال بما يقولون، ولا تكترث لما به يهذون، فقد أخبر الله نبيه صلّى الله عليه وسلّم، وهو بمكة قبل الهجرة، أنه سيهزم جند المشركين، وهو كقوله تعالى في سورة (القمر): {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} وكلتا الآيتين من المغيبات التي أخبر بها الله قبل وقوعها، وفيهما بشارة للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ولأصحابه-ولا سيما المستضعفون منهم-بعزهم، ونصرهم، وقوة شوكتهم، وذل

<<  <  ج: ص:  >  >>