للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مفعول به، والميم والألف حرفان دالان على التثنية، والجملة الفعلية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد، و (إن) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. {إِلَيَّ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم.

{مَرْجِعُكُمْ:} مبتدأ مؤخر، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر الميمي لفاعله، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {فَأُنَبِّئُكُمْ:} الفاء: حرف عطف.

(أنبئكم): فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «أنا»، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به. {بِما:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعول به ثان، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر بالباء، والجملة بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: فأنبئكم بالذي، أو: بشيء كنتم تعملونه، وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤول بما بعدها بمصدر في محل جر بالباء، التقدير: فأنبئكم بعملكم، وهو أضعف من الاعتبارين السابقين، والجملة الفعلية معطوفة على الجملة الاسمية، لا محل لها مثلها.

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصّالِحِينَ (٩)}

الشرح: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ:} هو مثل الآية رقم [٧]. {لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصّالِحِينَ} أي: مع الصالحين؛ أي: نحشرهم معهم يوم القيامة، وندخلهم معهم الجنة. والاتصاف بالكمال في الصلاح منتهى درجات المؤمنين، ومتمنى أنبياء الله المرسلين، وإذا تحصل للمؤمن هذا الحكم؛ تحصل ثمرته، وجزاؤه وهو الجنة، وما فيها من النعيم المقيم، والخير العميم، كيف لا؛ وقد تمنى يوسف، وسليمان-على نبينا، وعليهما ألف صلاة، وألف سلام-ذلك فقال يوسف:

{تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصّالِحِينَ،} وقال سليمان: {وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصّالِحِينَ}.

الإعراب: {وَالَّذِينَ:} الواو: حرف استئناف. (الذين): اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، وقيل: هو منصوب على الاشتغال بفعل محذوف. ولا أراه قويا. وجملة:

{آمَنُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محل لها، وجملة: {وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ} معطوفة عليها، لا محل لها مثلها. {لَنُدْخِلَنَّهُمْ:} اللام: واقعة في جواب قسم محذوف.

(ندخلنهم): فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، التي هي حرف لا محل له، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: «أنا»، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، {فِي الصّالِحِينَ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعوله الثاني، والجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها، والقسم وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ، وانظر الآية رقم [٧]؛ ففيها الكفاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>