ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {خاوِيَةً:} حال من: {بُيُوتُهُمْ}. والعامل في الحال اسم الإشارة لما فيه من معنى الفعل، ويقرأ بالرفع، وفيه خمسة أوجه: الأول: أن يكون {بُيُوتُهُمْ} بدلا من اسم الإشارة، و {خاوِيَةً} خبر: البيوت. والثاني: أن تكون: {خاوِيَةً} خبرا ثانيا.
والثالث: أن ترفع {خاوِيَةً} على إضمار مبتدأ، أي هي {خاوِيَةً}. والرابع: أن تجعل {خاوِيَةً} بدلا من البيوت. والخامس: أن تجعل: {بُيُوتُهُمْ} عطف بيان على (تلك)، و {خاوِيَةً} خبر المبتدأ؛ الذي هو (تلك). {بِما:} الباء: حرف جر. (ما): مصدرية.
{ظَلَمُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. و (ما) المصدرية والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلقان ب {خاوِيَةً،} وفاعلها ضمير مستتر، تقديره: هي، والجملة الاسمية:{فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {فِي ذلِكَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر: {إِنَّ} تقدم على اسمها. واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {لَآيَةً:} اللام: لام الابتداء.
الشرح:{وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا} أي: الذين آمنوا بالله تعالى، وصدقوا برسالة صالح، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. {وَكانُوا يَتَّقُونَ:} الله، ويخافون عذابه، ويبتعدون عن الكفر، والمعاصي. هذا؛ وفي ذكر التقوى بعد الإيمان إشارة إلى أن العمل قرين الإيمان، وأن الإيمان وحده قد لا يجدي إذا لم يقرن بالعمل الصالح. وهذا يسمى: احتراسا، وقد نبهت عليه مرارا، وانظر شرح (نا) في الآية رقم [٧] من سورة (الشعراء). وشرح:{يَتَّقُونَ} في الآية رقم [١٠] منها أيضا.
تنبيه: آمن بالله، وبرسالة صالح أربعة آلاف من قومه، وهلك الباقون، وكان صالح قد أنذرهم بعد أن عقروا الناقة بالهلاك بعد ثلاثة أيام. وقال لهم: تصبح وجوهكم غدا مصفرة، وبعد غد محمرة، وفي اليوم الثالث مسودة، ثم يصبّحكم العذاب، فلما رأوا العلامات؛ طلبوه؛ ليقتلوه، فأنجاه الله إلى أرض فلسطين، ولما كانت ضحوة اليوم الرابع؛ تحنطوا، وتكفنوا بالأنطاع، فأتتهم صيحة جبريل من السماء، فتقطعت قلوبهم، فهلكوا، وكان عقر الناقة يوم الأربعاء، وهلاكهم يوم الأحد، ثم بعد هلاكهم خرج صالح بمن آمن معه من فلسطين إلى حضرموت، فلما دخلوها؛ مات صالح، فسميت الأرض: أرض حضرموت، ثم بنوا فيها أربعة