للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصل، أي فهو جمع الجمع. وليس بشيء. هذا؛ ويطلق الأصيل على الشعاع الممتد من الشمس إلى الماء، فيشبه لون أشعته في الماء لون الذهب وانظر الآية رقم [٤١] من سورة (آل عمران)، والآية رقم [٥٢] من سورة (الأنعام)، ففيهما كبير فائدة. هذا؛ و (خيفة) أصلها: (خوفة) فوقعت الواو ساكنة إثر كسرة، فقلبت ياء، فهو واوي الأصل من الخوف.

تنبيه: قال الخازن-رحمه الله تعالى-الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ويدخل فيه غيره من أمته؛ لأنه عام لسائر المكلفين، ثم قال: والمعنى: اذكر ربك بالبكر، والعشيات. وإنما خص هذين الوقتين بالذكر؛ لأن الإنسان يا قوم بالغداة من النوم الذي هو أخو الموت، فاستحب له أن يستقبل حالة الانتباه من النوم، وهو وقت الحياة من موت النوم بالذكر ليكون أول أعماله ذكر الله عز وجل، وأما وقت الآصال، وهو آخر النهار، فإن الإنسان يريد أن يستقبل النوم الذي هو أخو الموت، فيستحب له أن يستقبله بالذكر؛ لأنه حالة تشبه الموت، ولعله لا يا قوم من تلك النومة، فيكون موته على ذكر الله، عز وجل. {وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ} أي: عما يقربك إلى الله تعالى من ذكر، وصلاة وغيرهما، والله أعلم بمراده وأسرار كتابه.

الإعراب: {وَاذْكُرْ:} الواو: حرف استئناف. (اذكر): أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت».

{رَبَّكَ:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة. {فِي نَفْسِكَ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والكاف في محل جر بالإضافة. {تَضَرُّعاً:} حال من الفاعل المستتر، بمعنى: متضرعا متذللا.

وقيل: هو مفعول لأجله. وقيل: مفعول مطلق لفعل محذوف. {وَخِيفَةً:} معطوف على ما قبله. {وَدُونَ:} قدر البيضاوي ما يلي: ومتكلما كلاما فوق السر، ودون الجهر، وهذا يعني أن (دون) معطوف على محذوف هو (فوق) وهذا متعلق بمحذوف معطوف بدوره على {تَضَرُّعاً} و (خيفة)، وقول أبي البقاء: معطوف على «تضرع»، والتقدير: مقتصدين؛ لا وجه له، و (دون) مضاف، و {الْجَهْرِ:} مضاف إليه. {مِنَ الْقَوْلِ:} متعلقان بمحذوف حال من: {الْجَهْرِ،} ويجوز تعليقهما بالجهر نفسه لأنه مصدر، وقول الجمل: «كأن هذا حال من: (دون)، أي حال كون الدون كائنا من القول» لا وجه له. {بِالْغُدُوِّ:} متعلقان بالفعل: (اذكر). (الآصال):

معطوف على ما قبله. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): ناهية. {تَكُنْ:} مضارع ناقص مجزوم ب‍ (لا)، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: «أنت». {مِنَ الْغافِلِينَ:} متعلقان بمحذوف خبر: {تَكُنْ،} وجملة: {وَلا تَكُنْ..}. إلخ معطوفة على جملة: (اذكر...) إلخ لا محل لها، الأولى بالاستئناف، والثانية بالإتباع.

{إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (٢٠٦)}

الشرح: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ:} المراد بهم الملائكة بالإجماع، والمراد بالعندية: القرب من الله بالزلفى، والرضا، لا المكانية. وفي القرطبي: ومعنى العندية: أنهم في مكان لا ينفذ فيه

<<  <  ج: ص:  >  >>